لقد منّ الله علينا بشهر رمضان الكريم شهر
مبارك موسم عظيم للطاعات ويعظم فيه الأجر شهر محفوف بالرحمة والمغفرة والعتق من
النار لذا نجد أن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كان الشيء الوحيد الذي يدعوا به
طيلة عمره لا يقول أطل عمري حتى ينتصر الإسلام وإنما يقول (اللهم بارك لنا في
شعبان وبلغنا رمضان).
وللأسف اليوم الكثير من المسلمين يحفظون
الآيات والأحاديث الدالة على فضل الصيام وخصائصه وأجره وآدابه وأحكامه إلا أنهم
يفسدون مراد ربنا لصوم رمضان ، ففريق يتصور أن صوم رمضان يتطلب التفرغ للعبادة
وبالتالي الفشل في العمل ، وفريق يتصور أن رمضان فرصة للتفرغ للشهوات ومشاهدة
الفضائيات والفريقان مرفوضان والطريقتان إفساد لمراد ربنا بدليل أن الغزوات
الفاصلة في تاريخ الإسلام كانت تتم في
رمضان .فلابد من تحقيق التوازن بين النجاح في الحياة وبين عبادة الله.
إذن لماذا نصوم رمضان؟؟
نصوم لأن الله أمرنا بالصيام قال تعالى (ياأيها
الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
هنا يتضح الحكمة والهدف الأساسي من الصوم
وهو (لعلكم تتقون ) وكلمة (لعل) في مقام الله تفيد التأكيد وليس التمني.
أي أن الحكمة من الصيام هو أن نصبح من
المتقين وهذا هو المقياس لكل إنسان أن
يعرف اذا كان قد صام صياما حقيقيا يرضي ربه ويقبله أم لا.
والمقصود بالتقوى التي يجب أن تتحقق من
الصيام هي مثلا :
أمرك الله بقراءة القرآن فالتقوى أن يجدك
قارئا للقرآن
أمرك الله بالصلاة في المسجد وفي جماعة
فالتقوى أن يجدك هناك
نهاك عن الغيبة فالتقوى أن لا يجدك في مواضع
الغيبة
نهاك عن النظر إلى الحرام فالتقوى أن يجدك
تغض بصرك
وقس على ذلك كل الأوامر والنواهي فالتقوى أن
يجدك الله تعالى حيث أمرك ولا يجدك حيث نهاك
والشرط الذي يجب أن يتحقق في الصوم هو أن
يكون صومنا إيمانا واحتسابا
وهناك فرق بين صوم البطن وصوم الإيمان والاحتساب
، فصوم البطن يسقط عنا الفريضة ولكنه صيام
جوع وعطش لاغير ومحدد بوقت من الفجر إلى المغرب (رب صائم ليس له من صيامه إلا
الجوع والعطش) صدق رسول الله ، لكن صيام الإيمان والإحتساب هو صيام كل الجوارح
وليس محدد بزمن فهو طيلة شهر رمضان
فالعين تصوم عن النظر الى مايغضب الله والإذن
تصوم عن الإستماع إلى كل لغو وفحش من الكلام واللسان تصوم عن اللغو ولو كان مباحا
فكيف بالسب والغيبة والنميمة واليد تصوم عن البطش والرشوة واكل الربا والسرقة والرجل
تصوم بأن لا تمشي إلى أماكن تغضب الله وهكذا تصوم كل الجوارح
وعلى هذا الأساس كيف نصوم ؟؟؟
رمضان هذا العام هو أهم رمضان يمر على أجيال
عديدة من شبابنا ورجالنا ونساءنا حيث أن رمضان هذا العام هو الأول بعد تحقيق انتصارات
ثورات الربيع العربي وسقوط طواغيت العصر فحين شرع الله الصيام كان يعد امة قادرة
على التغلب على عاداتها وشهواتها ..امة متماسكة مترابطة تصوم في وقت واحد وتفطر في
موعد واحد تتغلب على المادية الطاغية التي يعيشون فيها ، فعلينا أن نستثمر أوقاتنا
في هذا الشهر الفضيل ولنتوحد في بعض الشعائر العامة ونتواصى بها ، ونذكر بأهم واجباتنا في الشهر
الفضيل نعكسها في برنامج يومي وسترى نتائجها بعد رمضان وهي:
1. أداء
كل الصلوات في جماعه والحرص على الصف الأول .
2. أداء النوافل والسنن الراتبة وصلاة
التراويح .
3. الحرص على قراءة أذكار الصباح والمساء
يوميا .
4. تلاوة ثلاثة أجزاء من القرآن يوميا أو
على الأقل جزء .
5. قراءة في كتاب (ولتكن في سيرة المصطفى
صلى الله عليه وسلم ) .
6. التصدق يوميا ولو بشيء يسير .
7. القيام
بفعل خير يوميا كإفطار صائم أو إطعام جائع او زيارة مريض (وافعلوا الخير
لعلكم تفلحون) .
8. تنفيذ صله الأرحام يوميا من خلال الزيارة
للأرحام أو الاتصال بهم .
9. الدعاء عند كل فطر بدعوة خاصة لك ودعوة
عامة موحده ينفذها الجميع لنصرة الثورة ورفع البلاء والفتن عن بلا دنا وسائر بلاد
المسلمين فإن للصائم عند فطره دعوة لا ترد .
10. مر بمعروف أو انهى عن منكر بحكمة وبالتي
هي أحسن .
ففيها تدريب لأنفسنا حتى لا يخرج الشهر إلا
وقد ألفنا على الطاعة واعتدنا عليها وكرهنا المعصية وابتعدنا عنها فيا باغي الخير
أقبل ويا باغي الشر أقصر.