الأولى : هذه الرشفات ..
هذه الرشفات ليس مقالاً صحفياً ، ولكنها خواطر وهمسات وخلجات ذات طابع السياسي أبثها لمن يحب ، وهي في الغالب عبارة عن تعليقات سريعة على الأخبار اليمنية والعربية والإسلامية والعالمية ، وللمقالات مكانها في غير هذه الرشفات ، هذه الرشفات أحاول ان أضعها بين يديك أيها القارئ العزيز نهاية أو بداية كل شهر ميلادي ، إنّها وجبة خفيفة للقارئ الكريم للوقوف على خلفيات ودلالات بعض الأحداث ذات الطابع السياسي .
الثانية : متى نسترد فلسطين ؟؟
نعلم علم اليقين بحديث الشجر الذي ينادي المؤمن لقتل اليهودي المختبئ وراءه ، واليهود أيضاً يؤمنون به ولذا ومنذ سنين طويلة فهم يزرعون الغرقد الذي وصفه الحديث انه من شجر اليهود ، إذن المعركة الفاصلة ليست هذه السنين ، إنّ تلك المعركة تعني إنّ ميزان القوى الأرضية حينها سيكون في صالحنا و ستفقد دولة العدو الحبل من الناس الذي يمدها بأسباب البقاء والاستعصاء على المحو وهي أمريكا اليوم بعد ان كانت بريطانيا بالأمس زمن التأسيس لدويلة العدو ، والمطلوب منا ان نُبقي القضية حية بين الضلوع مع بذل ما نستطيع من دعاء ومال و كل صور التأييد المُستطاعة ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، أما الصهاينة فسيواصلوا احتشادهم حتى يكتمل ، فتحين لحظة ذبحهم بإذن جبار الأرض والسماء ، والمعركة ، منذ احتلال فلسطين وحتى تلك اللحظة ، ستبقى سجال ، فلا ضربات نهائية .
الثالثة : أين الجماعة ؟
عندما اقتربت من جولة الريان متجهاً من المكلا إلى وادي حضرموت لفتت انتباهي لوحة رسمية حكومية كبيرة على يميني كتب عليها الحديث الشريف (( يد الله مع الجماعة ، ومن شذ شذ في النار )) ، فعدت إلى نفسي وعقلي وتأملت وخرجت بهذا السؤال : أين هي الجماعة في حالنا اليوم في اليمن ؟ إنها اللقاء المشترك وليس المؤتمر الشعبي ، إنها لجنة الحوار الوطني وليست المؤتمر الشعبي ، إذن هل ينضم المؤتمر إلى الجماعة أم يصر على البقاء شاذاً .
الرابعة : لماذا تُعاقب إيران ؟؟
إيران لا تُحارب اليوم فقط لأن لها برنامج نووي يُخيف الكيان الصهيوني وبالتالي ربيبته أمريكا الملتزمة بأمنه ، إنّ إيران تُحارب لأنها تدعم معالم المقاومة للمشروع الصهيوني الأمريكي وخاصة حركة حماس و حزب الله والجمهورية العربية السورية ، كما ان إيران تمثل نواة تحالف في طور التكوين يهدد النفوذ الأمريكي في العالم أطرافه الرئيسية : إيران ، تركيا ، لبنان ، غزة ، فنزويلا ، البرازيل ، الصين ، السودان ، هذا التحالف يُراد وئده بإضعاف نواته إيران . إضافة إلى ذلك إيران تُحارب بسبب نفوذها في العراق المحتل من خلال الشيعة الذين انتهجوا أسلوب النضال السلمي بصفة أساسية لاسترداد العراق من أيدي الأمريكان . أم أنّ الشيعة في ظن البعض عليهم الاستكانة في إنتظار نتائج المقاومة السنية .
الخامسة : رفعت السعيد .. أيموت بحقده على الإخوان المسلمين !!!
رفض القيادي اليساري الشيوعي المعتق المصري رفعت السعيد تصريحات محمد البرادعي المؤيدة لتأسيس حزب سياسي للإخوان في مصر ، وهذا الرفض يأتي في سياق الحقد الذي يضمره ويظهر بعضه السعيد رفعت للإخوان المسلمين اكبر فصيل وتيار فكري في مصر ، يدرك رفعت السعيد ان تشكيل حزب للإخوان معناه طي لأمانيه في كسب الشارع لصالح مشروعه ، وسيقال حينها (( طلعت الشمس فاطفئوا الفوانيس )) ، وهو يتوافق مع السلطة المصرية في هذه النقطة ، فرفعت السعيد يُضعف المعارضة الوطنية المصرية من خلال استماتته في رفض أي عمل مشترك يضم أجنحة المعارضة بما فيها الإخوان المسلمين ، انّهُ يُصرُ على رفض العمل أو اللقاء المشترك للمعارضة المصرية على القضايا الوطنية البحتة في وجه السلطة الفاسدة المستبدة .
السادسة : المعتقلين ...ماذا يؤخر الإفراج عنهم ؟!
رحبت المعارضة ممثلة في اللقاء المشترك و لجنة الحوار الوطني بخطاب الرئيس عشية 22 مايو ، وأحسنت ، واستبشر الناس ولا يزالون بان الوضع المتأزم اخذ في الحلحلة والانفراج ، ولكن كل ذلك كان مرهون بتنفيذ قرار الإفراج الذي تضمنه الخطاب ليتبعه الحوار الذي لا يستثني أحداً تحت سقف الدستور والقانون ، والى لحظة كتابة هذه الرشفة لا يزال المئات ممن يشملهم أمر الإفراج في السجون ، لمااااااااااااااذااااااااااا ؟؟؟؟ مهما كان السبب ، لا عذر للرئيس ان كان صادقاً في أمر الإفراج ، وهذا ما اعتقده . هل معقول خطاب باللغتين العربية والانجليزية و اليمن في اشد أزماتها ويطلع كلام زي الذي قبله ، مجرد كلام ؟؟ !!! إنّ الحوار مؤجل حتى يتم الإفراج ، هذا قرار المشترك ، والمرجو من الرئيس والسلطات ان يتم تحويل القول إلى فعل وبدون لت و لا عجن لنفتك من انسداد الأفق السياسي والاقتصادي الآخذ في التأزم والتعقيد . وأنا أتساءل هنا كما تساءل عميد النضال السلمي أبو تمام فيصل بن شملان ـ رحمه الله وأكرم نزله ـ أما آن لليمن ان يرشد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
السابعة : العنجهية تغذي النعرة الانفصالية
إنّ الحفاظ على الوحدة لا تأتي به العنجهية أكثر مما يأتي به خدمة الناس و قليل من التواضع والتفاهم مع الناس ، عموم الناس ، وأكررها عمـووووووووووم الناس ، من نهد كانوا وإلا من يافع و إلا من آل كثير أو من العمال والفلاحين الذين يبنون واقعنا ويغذون أجسادنا أو من غيرهم من النسيج المجتمعي الواحد والموحد المتكامل والمتآزر (( والناس من بدو وحاضرة وان لم يشعروا بعضهم لبعض خدم )) ، ما أحوج العاملين في القطاع العسكري والأمني إلى محاضرات في التواضع واحترام إنسانية الإنسان و إنفاذ القانون وفقط ، الأوامر القانونية وفقط ، هذا لو كانت السلطة حريصة على شعبها و وحدة وطنية بدون تجاعيد و لا أخاديد تشوه وجهها ، وحدة بهية الطلعة ، مشرقة الوجه ، منفرجة الأسارير. وهذا الكلام مناسبته تحديداً ما حدث في سوق الخضار بمدينة القطن صباح الخميس الماضي .
الثامنة : روسيا .. الدولة الزئبقية
روسيا ليس لها موقف ثابت ، ان مواقفها الظاهرة تبدو أنها للبيع لمن يدفع أكثر ، وبعض مواقفها هي للزينة فقط ولكي توحي للعالم أنها وريثة المكانة السابقة للاتحاد السوفيتي كند للولايات المتحدة الأمريكية [ كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد ] ، لقد باعت روسيا موقفها المحايد من مشروع إيران النووي لصالح تأييد برنامج العقوبات الذي تطبل له أمريكا و صنائعها من الزعماء و وسائل الإعلام ، ان سر صنع المكانة يكمن أولاً وقبل أي شي في إيجاد مبدأ يُعاش له ، ومن ثم التمسك بذلك المبدأ والتضحية من اجله ان لزمت التضحية . وتتنازل روسيا عن مواقفها المعلنة بالرغم من أنّ أمريكا تنصب صواريخها في الأراضي البولندية على تخوم الأراضي الروسية . أمريكا بلغت ديوانها 13 تريليون دولار مؤخراً ولكنها تحترم مبادئها مهما اختلفنا حولها وحول انتقائيتها .
التاسعة : لا قتل إلا بمحاكمة
كان رئيس الجمهورية زمان يصر على ان تهمة الانتماء للقاعدة تبقى تهمة حتى يتم إثباتها على صاحبها أمام المحاكم ، أما الآن فغدا كل متهم بالإرهاب مطلوب قتله بصاروخ من طائرة بلا طيار تابعة لمن تذلنا كعرب بتحالفها الشرير المستمر وتواطئها مع الكيان الصهيوني ، وهاهي تلك الصواريخ تطال أمين عام المجلس المحلي بمأرب ، عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي و أخشى ان هذا يسجل بداية لاستهداف أشخاص لمواقفهم السياسية أو الاقتصادية ثم تذهب السلطة وتبحث لنفسها عن أعذار وبنادق للتعديل ، انه مسلسل بلغ قبحه قمته في المعجلة وآن له ان يتوقف ، فلا قتل من الجو ولكن سلطات تحترم نفسها والقانون وتعتقل من يشتبه بقيامه بأعمال إرهابية ويُحاكم ، لا يُهرّب من داخل أسوار السجن ، وينال عقوبته الرادعة ان ثبت تورطه ، ان القتل بالشبهة آن له ان يتوقف .
العاشرة : الصناعة الرسمية لنكبات الأمة العربية ؟؟؟؟؟؟؟؟
إذا كان لدولة العدو الصهيوني لوبي في أمريكا وصنائع تدافع عنها وتبرر ما لا يتبرر ، فإنها لديها مثل ذلك في منطقتنا العربية ، لا بل و في القمم العربية واجتماعاتها على مستوى وزراء الخارجية والممثلين لدى الجامعة ، إنّ لديها من يوهن الصف العربي فيعترض و يتحدث أننا نعرف الحرب و جربناها وفشلنا فلا يحاول احد هزيمة ( إسرائيل ) لأنكم مش حتقدروا وبالتالي عليكم ان تكونوا واقعيين فتقبلوا ما تتفضل به عليكم ، ومهما أجرمت فان واجبنا ان لا نحرك ساكناً حتى لا نزعّل ( إسرائيل ) التي اعترفنا بها وهنئناها بمناسبة ( ذكرى استقلالها ) ، إنّ من اكبر مصائبنا حكاماً يضحون بقضايا الأمة ومصيرها من اجل ان يستمروا جالسين على كراسي سخروها لخدمة أمريكا ومشروعها الصهيوني الغاصب ، المحتل لفلسطين الذي ليس له حق في ذرة تراب واحدة في فلسطين ، وليتسنى لأولئك الصُنّاع توريث السلطة لأبناء غير بررة إلا لأسياد آبائهم والتلاعب بنتيجة الانتخابات في مواسمها المتنوعة ، هل سمعتم بمظاهرة عارمة تجوب شوارع القاهرة أو تحتشد في ميدان طلعت حرب ، وهل سمعتم بمظاهرة في الرياض أو جدة أو الدمام أو أبو ظبي أو تونس ، وبعدين نجي نتحدث بحسن نية أحياناً عن مياه ( إسرائيل ) الدولية ، إنها ليس لها شي البتة ، لامياه و لا بر ، لا قطرة ماء ولا ذرة تراب ، إنها نبتة شيطانية في منطقتنا العربية وآن لنا وللإنسانية معنا ان يكون لنا برنامج عنوانه ( اقتلاع إسرائيل ) .
الحادية عشرة : قناة العربية
مررت بأحد شوارع مدينة القطن فسمعت قناة العربية تحتفل بعقوبات أمريكا ضد إيران باسم مجلس الأمن الذي غدا مصلحة أمريكية تشغله واشنطن وتوقفه بحسب مصلحتها ، والصين لسه تكوّن نفسها ، قناة العربية تلك حذفتها أنا مع قناة الحرة من مفضلتي زمن الانتخابات الإيرانية قبل عام لأنها لا تُحسن سوى التطبيل لأمريكا وخطابها وخطاياها وسياساتها العقيمة حتى لأمريكا وللأمريكيين ، حين تستمع للعربية والحرة فأنت تخلط مشاربك وتتلخبط الأمور أحياناً عليك فلا تعد تدري هذا الخبر والتحليل استمعت إليه من مصدر محترم مثل الجزيرة والأقصى والعالم والمنار والحوار أم من الغربية والحرة الأمريكية . ودرئ المفاسد مقدم على جلب المنافع ، و وضع السم في الدسم سياسة ننساها أحيانا ، فنقع في الفخ .
الثانية عشرة : السلطة و الحوثيين .. سياسة الضربات المتبادلة
حملت لنا الأخبار خلال الأسبوعين الماضيين نبأ ضربتين في صعدة واحدة من الحوثيين ومرة من الحكومة ، و كل من يحب الوطن اليمني العزيز المنهوب يضع قلبه على يده ان تعود الحرب في صعدة ، والذي يبدوا أنّ الضربات هي سياسة متبادلة بين الدولة و الحوثيين تتدخل فيها مصالح و ظروف تبقيها عند مستوى الضربات لا الحرب .
الثالثة عشرة : القضية الجنوبية أم الحراك الجنوبي ؟
للإصلاح . منتدى للإنقاذ الوطني غدت لجنة الحوار الوطني بقيادة المناضل محمد سالم باسندوة خليفة المناضل العملاق فيصل بن شملان ، وكان رائعاً ان يرى أبناء الوطن الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح حاضراً والى جانبه أمين عام رابطة أبناء اليمن السيد محسن بن فريد والشيخ العولقي كانت الكلمات في ملتقى الحوار الوطني رائعة باستثناء عبارة وردت في كلمة الرئيس الأسبق علي ناصر محمد للمجتمعين وألقاها عنه الدكتور عيدروس ناصر ورد فيها تعبير : (( القضية الجنوبية أو ما يُسمى بالحراك السلمي الجنوبي )) وهذه الكلمة ان كانت من عفو الخاطر فلا ضير أما إذا أريد اختصار القضية الجنوبية في الحراك المعروف فلا ، لان القضية الجنوبية يشارك في تبنيها اللقاء المشترك وفي مقدمته التجمع اليمني للإصلاح ، كما تتبناها لجنة الحوار الوطني . وهذا الطرح من الرئيس علي ناصر محمد ان كان يعنيه فهو يُذكر بالقضية الفلسطينية التي تم حصرها في منظمة التحرير الفلسطينية بقرار من جامعة الدول العربية باعتبار المنظمة الممثل الشرعي والوحيد للقضية الفلسطينية ثم ذهبت المنظمة بعد سنين ممثلة في زعيمها ياسر عرفات لتتاجر بالقضية الفلسطينية وتعبث بها وتتنازل ... التنازل تلو التنازل ، وهاهو محمود عباس يواصل ما بدأه عرفات و بكفاءة أفضل من وجهة النظر الصهيونية .
الرابعة عشرة : مهنة اسمها ( الاصطياد في الماء العكر )
المعصوم هو النبي صلى الله عليه وسلم وقد مضى إلى ربه ذي الجلال و الإكرام ، ولا عصمة لأحد بعده ، فلماذا حين يخطئ البعض ويتبين لنا بالقرآن انه أخطا ، لماذا ننسى ان المعصوم قد مضى إلى مولاه ؟؟ ، لماذا نتصور ان ذلك الشخص معصوم ؟ لماذا مع هذا يسعى البعض للترويج لتلك الأخطاء ونشرها على أوسع نطاق بقصد التشويه والنيل من سمعة الشخص و مكانته ، لماذا لا نتصف بالنبل في معاركنا البينية ؟ لماذا نفضّل البعسسه ؟ وليس هذا فحسب بل هناك من يذهب ليضيف للخطأ من جنسه ، وهناك من ينقل ما سمع بطريقة غير صحيحة البتة ، ولماذا نصدق كل ناعق ومن غير بينة وتفحص لما نُقل إلينا ؟؟ وقد قال المعصوم صلى الله عليه وسلم (( كفى بالمرء إثما ان يحدث بكل ما سمع )) ، إن مشكلة البعض أن الحقد يُعميه ان يتبين وان يتثبت وإنما يسارع إلى التصديق وهت يا نقل وهت يا نشر ، وقد قيل :
ما حد يجيب الخبر نفس الخبر لازم يحطون للصافي غشر
ومع هذا مهم جداً ان نحرص على بقاء مياهنا صافية غير عكرة حتى لا يجد هواة الاصطياد في الماء العكر ما يصطادون فيه . ولنفترض دوماً أسوءا الاحتمالات كما نفترض أحسنها ، وقد قيل أيضاً :
قايس وعادك في النفس ماشي في الغُبة مقاييس
الخامسة عشرة : دولة العدو الصهيوني .. هل تهاجم غزة الآن ؟
أمام الضغوط المتزايدة لفك الحصار عن غزة والسماح بدخول المواد الإغاثية ...أمام هذا هل تعجل دولة العدو بشن هجوم ثان على غزة ، فإنها لم تفرض الحصار الخانق إلا لتوفر الأجواء الأنسب لها لشن هجوم على شعب جائع ضابح منهك خائر القوى يسهل خروجه ضد حكامه مع أول هجوم إسرائيلي ، فالآن ان لم يتم شن الهجوم فان الحصار سيكسر وبالتالي تذهب مخططات الصهاينة أدراج الرياح ، فلا هم هاجموا ولا هم سلموا من الغضبة التركية والغضبة العالمية بدرجة فاقت الغضب الدولي زمن الحرب على غزة أواخر 2008 أوائل 2009 ، ولا سلم حليفهم النظام المصري ، المشارك في فرض الحصار ، من نقمة عارمة تدب في أوصال الشعوب العربية ، ومهاجمة غزة رسالة إلى الزعيم اردوغان ان : وماذا ستفعل يا اردوغان وأنت القائل انك لن تتخلى عن غزة ؟؟، ان الكيان الصهيوني كيان أهوج مجرم لا يبالي بالقانون الدولي ولا بالرأي العام ولا بشي غالباً ما دام واثقاً انه لا توجد قوة عسكرية تستطيع تحديه خصوصاً وهو يمتلك سلاح نووي لا يمتلكه خصومه وهذا احد أسباب الحملة الأمريكية الشرسة ضد امتلاك إيران لسلاح نووي وللأسف ان تجد أمريكا من لا يصدق الشراسة أحياناً ، وأحياناً أخرى من يصفق لها ويطبل ويغرس كراهية إيران في نفوس أبناء المنطقة العربية تحديداً . .
السادسة عشرة : جرعة بالتقسيط
الشعب اليمني مسكين ، لم يعد يقدر على شراء شي ذا قيمة إلا بالدين كمرحلة أولى أو بالتقسيط ، حتى أصبح معاشه الشهري لا يستلمه إلا وهو مجنّح ، له أجنحة متينة قوية يطيرُ بها فوراً إلى أصحاب الديون والأقساط ، و يبدو أنّ السلطة المؤتمرية اليمنية إشفاقاً ورأفة ورحمة بهذا الشعب العرطه المسكين الواهن قسطت له الجرعة أقساط كل شهر يستلم قسط ، وتستحق السلطة من الشعب ان يُكرمها على سعة بالها وتقسيطها ما لا يقسط ، والفرق بين هذا التقسيط الرسمي والتقسيط العادي الفردي أنّ هذا التقسيط لا يعرف الشعب كم عدد أقساطه ولا سقفه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وفكرة التقسيط هدفها ان لا يشعر الشعب بضخامة المصيبة التي نزلت به فيقسطوها له تقسيط ، وهي فكرة غبية .. ساذجة ، وبالمناسبة مرشح المؤتمر في الانتخابات الرئاسية وعد الشعب بأنه لا جرعة بعد الانتخابات وقال ان الجرع في رأس المشترك فقط ، وذهبت الانتخابات وجاءت الجرعة المقسطة ونزل على الشعب مستشار الرئيس السياسي الدكتور عبدالكريم الارياني ليقول وبكل صفاقة أنّ وعود الرئيس كانت مجرد دعاية انتخابية ، وهاهي الأيام تُثبت أنّ السلطة المؤتمرية إذا وعدت أخلفت ، وإذا حدّثت كذبت ، وإذا أوتُمنت خانت ، والسؤال : أين تذهب هذه أموال التقسيط الرسمي ؟؟ هل يستفيد منها الشعب أم يتم توزيعها لشراء الذمم ؟؟ والسؤال الأكبر إلى متى يتسامح الشعب مع هكذا سلطة ؟؟!!
السابعة عشرة : ماجدتان أمريكيتان
تحدثت الصحفية الأمريكية المخضرمة هيلين توماس عن الصهاينة قائلة في حديث جانبي مع احد الأشخاص وتم تسجيله ونشره (( قل لهم ان يرحلوا خارج فلسطين )) فقال لها إلى أين ؟ ، فأجابت بصراحة وبساطة في آن : (( ليعودوا إلى ديارهم )) كلمات تُكتب بماء الذهب والجوهر ، هي في الـ 89 من عمرها وتعمل في البيت الأبيض كصحفية منذ أيام الرئيس الأمريكي جون كندي ، ولكن لما ((تجاوزت الخط الأحمر )) ، بحسب تعليقات الرائعة قناة الجزيرة في لفتاتها المدهشة في الزمن الأغبر ـ تم فصلها من الخدمة في البيت الأبيض وتعرضت لغضبة مضريةُ أمريكية رسمية لأنها قالت الحقيقة والحقيقة فقط ، وهذا انجاز إضافي لأسطول الحرية ولكن على الأراضي الأمريكية ، ومن أمريكا قدمت راشيل كوري تلك الأمريكية الربيعية العمر وقفت وبجرأة غير مسبوقة للجرافة الإسرائيلية لتمنعها من هدم منزل فلسطيني حتى دهستها على ارض فلسطين .. ارض الرباط ، وجاءت تحمل اسمها السفينة الايرلندية ضمن طاقم سفن أسطول الحرية لغزة .. إنهما .. هيلين توماس و راشيل كوري .. ماجدتان فلسطينيتان بجنسية أمريكية .
مرعي حميد mraham70@gmail.com