تتصاعد الثورة السلمية الليبية وهي تدافع عن
نفسها ، تكتسح الزعيم العقيد المعقد ، تزحف زحفاً وببسالة منقطعة النظير رغم تواضع
الإمكانيات العسكرية والدربة القتالية متوكلين على الله ، ناصر جنده ، مستفيدين من الدعم الحربي
الخارجي ، تتقدم في معارك الكر والفر ، ويصمد الشعب الليبي صموده الأسطوري في وجه
مجازر وبطش الخبث الذي لا يخرج إلا نكدا ولكن لابد مما ليس منه بد ، لابد من خوض
معركة الخلاص من المستبد و طغمته ان فرضت على الثورة السلمية التي تنشد إسقاط
الطغيان ليستعيد الشعب حقه في السلطة والثروة ، يصمد أهل مصراته صمودهم الأسطوري
وكذلك في الزنتان والزاوية واجدابيا وغيرها من حصون العزة القعساء والكرامة
الباذخة ، ومع هذه الثورة المتصاعدة هذه التأملات :
الثورة على عتبات
العزيزية :
لم يدر بخُلد القذافي وهو ينصح أهل تونس
بالحفاظ على زين العابدين بن علي رئيساً أو (الزين )على حد تعبيره ان نار الثورة
ستصل إلى وكره في العزيزيه في 17 فبراير2011م وأنّ نورها سيشع في أجواء ليبيا
الملبدة باستبداده ، ومرة ثانية لم يدر بخلد القذافي وهو يحدث المصريين عن رئيسهم
الذي لا يمتلك حتى قيمة هدمه على حد زعم صاحب الكتاب الأخضر لم يكن يدر بخلده ان
الدور بعد مصر هو على ليبيا .
ولان من الشرارة يندلع اللهيب على حد تعبير
فلاديمير لينين فقد استعرت شرارة البوعزيزي واشتد ضرامها حتى بلغت طرابلس في
مظاهرات سلمية تطالب بذات المطالب (( الشعب يريد إسقاط النظام )) .
الشعب في معركة النصر:
ولكن لان القذافي يحمل عقلية غريبة الأطوار
ويعتقد في نفسه ما لا يعتقده سائر حكام الدنيا في أنفسهم اندفع في حرب دموية
مجنونة ضد شعبه فما كان من الثورة السلمية إلاّ ان توكلت على الله و تناولت السلاح
وامتشقت الحسام لتدافع عن نفسها ، وقد كان القذافي يعتقد في نفسه انه المستعد لمثل
هذه اللحظة من خلال تكريس كل الجهود التسليحية والتدريبية لكتائب أولاده و تهميش
الجيش الليبي وإفراغه من مضامينه العسكرية و الحفاظ عليه كوز في طاقة فلا سلاح ولا
تدريب ، ولكن انقلب القط الوديع إلى أسد هصور والحمل الأليف إلى نمر كاسر ولان لكل
فعل رد فعل مساو له في القوة ومعاكس له في الاتجاه مضى أبطال ليبيا ومياميناها
وفرسانها وأشاوسها إلى جبهات القتال غير مترددين ولا هيابين فهم رغم محدودة
إمكانياتهم المادية و قدرتهم التسليحية وتواضع دربتهم القتالية إلا أنّ عدالة
قضيتهم كانت مصدر الهام معنوي جبار لهم ، و اعدوا ما استطاعوا من قوة ومن رباط
الخيل وتوكلوا على الحي القيوم فيسر الله
لهم المهمة ، وبحسب تعبير الشيخ الدكتور محمد علي الصلابي فان الثورة اضطرت للدفاع
عن نفسها ، وهي تخوض حرب كر وفر .
ولأول مرة في التاريخـ تقريباً ـ تنشأ الحرب
بين المفترض انه الرئيس الوطني و شعب بلاده ، وأعاد لنا شعب المليون حافظ ملاحم
عمر المختار الزعيم الليبي العملاق .
القذافي لو استطاع فانه مستعد للقضاء على كل
ليبي في سبيل إخماد الثورة وسيستورد بديل لهم من أفريقيا !!أليس هو ملك ملوك أفريقيا وسيعتبر ليبيا
عاصمة للقارة وترحب بأي مواطن من مملكة أفريقيا أو جماهيرية أفريقيا العظمى .
الله أكبر فوق كيد المعتدي ××× والله للمظلوم خير مؤيد
والله فوق الغادر المتكبر×××××الله أكبر يا بلادي كبري
وخذي بناصية المغير ودمري×××قولوا معي قولوا معي
الله الله الله أكبر ×××××××××××××الله فوق المعتدي
مجلس الأمن خطوة في
الطريق الصحيح :
جاء قرار مجلس الأمن الدولي بحماية المدنيين الليبيين بعد جهد فرنسي
وبريطاني مقدر ليضع حد لاستهداف المدنيين واستطاع المجلس ان يستعيد شيء من بريقه
واستطاعت الدول الغربية ان تكسب موقف إنساني لها تُعزز به رصيدها في الدفاع عن
حقوق الإنسان فكان القرار العادل وكان ابتداء الغارات الجوية ضد القذافي وحكمه
ليعزز ضربات المجاهدين الليبيين في صميم معسكر الدموي القذافي وتتواصل العملية العسكرية التي سُميت بـ( فجر
الأوديسا ) تيمناً بملحمة الإلياذة الأوديسا للشاعر الإغريقي هوميروس.
وقد جاءت صياغة قرار مجلس الأمن مذهلة ((
الدفاع عن المدنيين )) ـ لم أكن كمراقب أتوقعها ـ في ظل التحفظ الروسي الصيني ـ
وفي اعتقادي ان هذا القرار بهذه الصياغة ـ النموذج الجاهز لأي قذافي آخر ـ يشمل حتى قتل معمر القذافي لأنه هو السبب
الأساسي في قتل المدنيين إضافة إلى شموله التدخل الجوي والبري والبحري ، ولكن
وجدنا أمريكا لأول مرة مترددة ومتهيبة الدخول البري وهذا تغيير في الإستراتيجية
الأمريكية التي كانت تتحدث عن إمكانية المشاركة في حربين في وقت واحد وهذا من
انجازات المقاومة العراقية والأفغانية ، كما ان لظلال المشهد الانتخابي للرئاسة
الأمريكية أثره وتأثيره ورغم هذا فأمريكا صاحبة الدور العسكري الأكبر في الغارات
التي تستهدف تدمير قوة العقيد المعقد التدميرية .
كما ان موقف تركيا للأسف لازال متخلفاً
والأولى بها التدخل حتى قبل إقرار قرار مجلس الأمن ، ولكن لعل لعسكر تركيا رأي آخر
والمعادلة في تركيا بين المدنيين والعسكريين تكاد تكون على حافة سكين ، و تشارك
تركيا ـ باعتبارها عضو قديم في حلف شمال الأطلسي في المهام الإنقاذية الاستنقاذية
من مخالب الطاغية الأرعن القذافي ولكن مع تردد غريب !!
وبالمناسبة فان الشعب الليبي يستطيع من موارده
تسديد فاتورة هذا التدخل ، المطلوب وبشدة ، بعد الخلاص من القذافي وشرذمته وقد وهب
الله تعالى للشعب الليبي احتياطيات كبيرة من النفط والغاز وهذا ما حاول القذافي ان
يسخره لخدمة نزواته التسلطية الاستبدادية وبما يضمن توريثه للسلطة لأبنائه من بعده
.
الديمقراطية فريضة
إنسانية وضرورة وطنية :
توالى خروج رموز القذافي من معسكره
وانفضاضهم مدنيين وعسكريين من حول سامره ليزيده تعري إلى عري ، ولينقصم ظهره فمن
نائب ممثل ليبيا في الأمم المتحدة إلى الممثل نفسه وبلغ الحد إلى وزير الخارجية
الليبي الذي فر إلى بريطانيا والكثيرين في انتظار أول سانحة لهم بالفرار وهناك من
يتحدث عن رغبة زوجته وابنته الوحيدة وابنه سيف وابنه الساعدي كلهم يريدون الفرار ،
القذافي الزعيم الذي كان دعمه لحركات التحرر في العالم لا يكاد يتأخر أصبح في عزلة
خانقة قاتلة لأنه مضى وبكل صلف وخسة وانحطاط يدمر جماهير (الجماهيرية) حين ثار في
وجهه ، وهذا انكشاف لخطر وهم تملك الشعوب والدول ، وفي المقابل ان الحاكم مهما كان
في فترة ما طيباً إلا ان الديمقراطية بنموذجها الغربي أصبحت فريضة إنسانية وضرورة
وطنية في بلداننا العربية والإسلامية على وجه التحديد .
البلطجة الخطابية :
خرج المهرج الدموي مدمر القذافي وابنه
المتعجرف يهددون ويتوعدون الشعب الذي اسماه الزعيم الملهم المعتوه ( فئران ) ،
وذهب المجرم ليزعم انه ليس رئيس ليبيا ولا زعيمها حتى يتنازل عن هذا المنصب ،
والحقيقة انه صادق لأنه ليس رئيس و لا زعيم وإنما هو جزار وذابح الشعب الليبي الذي
يظنه نعاجاً واليوم وثورة الشعب تتصاعد فهي في طريقها لذبح هذا المجرم وصعاليكه
سيف القذافي وساعد القذافي وخميس القذافي ( بالمناسبة الخميس في العربية الفصحى
يعني الجيش ) وكم سأكون سعيداً لو بدأ الليبيون بتقريظ تلك الشفاه المخمورة بخمرة
السلطان الذي يأفل والباطل الذي يسحقه شعب عمر المختار ويزهقه بإرادة الله ونصره
وتوفيقه .
ذهب المجرم يتحدث عن حرب صليبية فلم يصدقه
احد ، ذهب يقول انتصرت على أمريكا عام 1986م لكن شتان بين الأمس واليوم ، اليوم كل
الشعب مع أمريكا ضدك ألا يفهم الطغاة قوة الشعب الهائلة !!!
والمصيبة انه اتهم طيران حلف الأطلسي بجرائم
ضد الإنسانية !!! مع انه في الحقيقة هو الذي يُجرم مع سبق الإصرار والترصد ، لكن
هو أصلا يعتقد ان قواته لا تقتل سوى فئران ، أما حلف الأطلسي فيقتل ناس لهم
كرامتهم وعزتهم وليسوا بفئران ، وهو بهذا الهذيان يقترب من العقلية الصهيونية في
نظرتها للصهاينة وللفلسطينيين.
سقوط أساطير القذافي:
ملك
ملوك أفريقيا ، عميد الحكام العرب ، الخيمة القذافية التي يواري فيها غروره وروحه
المجرمة الدموية الابليسية ، يضع نفسه مقام الفلاسفة فيذهب ويضع (النظرية الثالثة
) وهو يقصد نظرية غير الاشتراكية وغير الرأسمالية و وضعها في إنجيله المسمى
(الكتاب الأخضر) وهناك من يقول انه لم يكتبها هو ولكنه قدمها للناس أنها إنتاجه
الفكري وتأمله الفلسفي ، وهو حريص على نشرها وتوزيع كتابه الأخضر ويغدق مالاً على
من يفعل ذلك ، ويبني لكتابه المجسمات ، كل هذا الهراء القذافي والزيف يكنسه الشعب
الليبي في هذه الآونة ومع المهرج الدموي
تسقط أسطورته السمجة (أول جماهيرية في التاريخ ) وهو يقصد الجماهيرية الليبية
الاشتراكية العظمى (لاحظ الاسم الطويل العريض ) و هو كان يفكر انه يستطيع بالمال
الليبي الهائل ان يقيم المزيد من (الجماهيريات ) في الدنيا وتعتنق بالطبع نظريته
الخرافية ولو بالفلوس المهم إعلان ونسخ تتوزع من الكتاب الأخضر.
وسقطت أسطورة الأنجال وفي المقدمة سيف
القذافي المسميه سيف الإسلام الذي كان يجهز نفسه زعيماً أو جزاراً بعد رحيل الجزار
الأب ، واكتشف العالم كم هو مجرم ودموي ذلك السيف بحلاقته وشهاداته المشكوك فيها
وبنطلونه ولغته الانجليزية ، ما أعظمك شعب ليبيا وأنت تحطم كل هذه الأساطير
القذافية المجنونة ،الأصنام في معبد هبل ليبيا.
السلاح الصهيوني الذي وقع بعضه بأيدي
المجاهدين فضيحة أخرى ، وفضيحة إضافية تلك الحرة الليبية التي تعرضت للاغتصاب من
خنازير القذافي وقد تقدم وخطبها شريف ليبي وتزوج تلك الحرة الليبية التي ساهمت رغم
الفضائع بدورها في إظهار الصورة القميئة النتنة للبربري القذافي وعصاباته ، وثالثة
الأثافي الطبيب الذي أعدمه مرتزق وبدم بارد فقط لأنه لم يقل عاش الفاتح ، والفاتح
المقصود هنا هو معمر القذافي !!، وجرائم المدمر القذافي في طريقها إلى مزيد تكشف .
القذافي الخائف من حبل الثورة يلتف على عنقه
و أولاده أعلن استعداده للمغادرة بشرط عدم محاكمته ، وافق قادة الثورة بشرط خروجه
خلال 74 ساعة لحقن الداء الزكية ولكن حين أدرك أنّ منظمات دولية هي حل من الاتفاق
ممكن ترفع ضده قضايا إبادة جماعية تراجع عن استعداده وأخذته العزة بالإثم ليمضي في
جرائمه حتى لا يصل إلى حبل المشنقة ناسياً انه إن افلت من قبضة البشر فلن يفلت من
قبضة رب البشر القائل جل جلاله : (( إنا إلينا إيابهم ثم إنّ علينا حسابهم )) .
الموقف العربي :
دولة قطر تبقى محتفظة بالصدارة في تدعيم كل الثورات العربية عبر الموقف
السياسي والدبلوماسية القطرية الايجابية الفاعلة وقناة الجزيرة والمساعدات
الإغاثية ، وفي الحالة الليبية أضافت قطر المساهمة العسكرية وانطلقت منها قناة (ليبيا الأحرار ) ،و تقدمت
لتصدير النفط الليبي ، السعودية التزمت الصمت بالرغم انه الأصل ان تكون الأعلى
صوتاً لمحاولة القذافي اغتيال الملك عبدالله في شرم الشيخ قبل نحو عامين لكنها
تخشى طوفان الثورات يصلها ، الإمارات شاركت في المجهود العسكري ، مصر وتونس رغم
الثورتين التحرريتين الرائعتين التزمتا بالحياد خشية مغامرات القذافي وجنونه ،
الدول العربية مجتمعة في جامعة الدول العربية بعد مصر الثورة كان لها موقف ايجابي
ممتاز ما كان له أن يمر لو كان مبارك لا زال جاثماً على قلب الجامعة ، وهذه من
محاسن الثورة المصرية ، وقد ساهم موقف الجامعة القاضي بالدفاع عن المدنيين في مرور
قرار مجلس الأمن في ظل التحفظ القريب من الاعتراض من روسيا والصين .
تشافيز .. منطق
الدكتاتوريين :
الموقف مشين للرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز
وهو يؤيد معمر القذافي ضد ما يسميه تشافيز (الامبريالية ) الامبريالية تلك نجدها
مصيبة هذه المرة وهي تدافع عن المدنيين الليبيين بل وهي تدفع مجلس الأمن لقرار
بهذا الخصوص ، والشيوعية وابنتها الاشتراكية لم يؤسسها ماركس و لينين للدفاع عن
المستبدين ، بل لينين هو قائد أول ثورة اشتراكية في العالم في أكتوبر 1917م ضد
النظام القيصري الروسي الاستبدادي الذي يُعد حمل وديع مقارنة مع المجرم القذافي ،
ثم نجد ان وريث لينين والماركسية اللينينية جوزيف ستالين وقف مع (الامبريالية )
التي كانت في طليعتها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية ضد ألمانيا
النازية و الفاشية وما اقرب القذافي اليوم إلى شخصية هتلر النازي و بينتو موسوليني
الفاشي .
ان هوجو تشافيز يخسر ويخصم من رصيد شعبيته
في العالم الثالث على وجه التحديد وهو يؤيد القذافي ضد (الامبريالية ) هذه المرة .
لقد جاءت الماركسية اللينينية لتبني ديكتاتورية الطبقة العاملة وحلفائها
الفلاحين وليست دكتاتورية الحاكم الفرد ، وان كانت المركسية اللينينية بصيغتها
وتجربتها التاريخية أدت في الواقع إلى اختصار الطبقة العاملة في حزبها الطليعي
وحزبها الطليعي في اللجنة المركزية واللجنة المركزية في المكتب السياسي والمكتب
السياسي في الأمانة العامة والأمانة العامة في الأمين العام أو زعيم الحزب الطليعي
.
كان الله في عونك شعب
ليبيا :
ان الدعاء سلاح ينبغي للمسلم ان ينساه وهو
وإخوانه يواجهون الطغاة ، وهنا اذكر نفسي وكل مسلم غيور ان لا ينسى الشعب الليبي ،
إخواننا شعب ليبيا من دعاء بظهر الغيب وكلما كان دعاء في سجود كان أفضل وان أضيف
إليه ليل أليل أو سحر كان هذا أحرى بالإجابة مع خشوع وحضور قلب مع الدعاء .ً
وختاماً .. وقفات سريعات
:
* كل جراحات اليمن وأزماته ستنتهي بمجرد رحيل السبب الذي أدى إليها ألا
وهو هذا النظام المتسلط الفاسد المفسد ، وأبناء الجنوب يريدون عدالة ومساواة وامن
وتنمية واستقرار واحترام من قبل الدولة وهذا كله سيتحقق بسقوط هذا الصنم المتكلس
علي عبدالله صالح .
* وكالة رويتر للأنباء : المشاركون في المظاهرة المؤيدة للرئيس صالح من
داخل صنعاء يحصلون على 250 دولار ومن خارج صنعاء 350 دولار لكل مشارك !!
* رحم الله شهيد الحرف المقاوم الصحفي الشهيد جمال الشرعبي ، ورحم الله
كل شهداء الشعب الثائر ، والخزي والعار للسفاح و جلاوزته .
* علينا ان نخاطب المجتمع الدولي : لقد أعطيتم الطغاة السابقين (مبارك
وبن علي و القذافي ) فرصة من الوقت للقضاء على الثورات في دولهم ليستتب لهم الحكم
من بعد ، ولكن كيف كانت النتيجة ؟ قتلوا المئات وعجزوا عن البقاء ، فلماذا تُكررون
التجربة الخاطئة في اليمن ؟؟!! ، أوقفوا الرئيس اليمني الآن وطالبوه علناً بالرحيل
واسحبوا عنه الاعتراف والمشروعية .
* لقد اشتعلت الثورة في سوريا وأعلن المراقب العام للإخوان المسلمين
السوريين الأستاذ رياض الشقفه ان بشار الأسد لا يملك لا نية للإصلاح ولا إرادة
للإصلاح وهذا سيمثل تحول كبير في مسار الثورة ، ودخول الإخوان المسلمين على خط
الثورة واندماجهم فيها أو وجودهم في طليعتها مفتاح أساسي لتصاعدها وانتصارها
وإسقاط النظام المستبد ، وكان خطاب بشار الأسد أمام مجلس الشعب معيب جداً ولا يليق
به على الإطلاق ولكنه الغرور الأجوف ، ستتصاعد الثورة السورية وتقضي على حكم أسرة
الأسد لتعود السلطة والثروة إلى الشعب السوري الأبي وستصبح سوريا أفضل مما هي الآن
.
* تمتلك سوريا أفضل علاقات وإسهامات خارجية بين الدول العربية ـ بعد قطرـ
لكن في الداخل هناك يسود الحزب الواحد والزعيم الواحد ، والشعب السوري كبقية
الشعوب العربية الثائرة يطمح إلى نظام ديمقراطي حر ونزيه ، وان استنقذ بشار الموقف
فيما بعد وإلا سيطيح به الشعب السوري ، وسيأتي نظام سوري جديد يحافظ على
الايجابيات الراهنة ويتجاوز السلبيات و يُسّطر المزيد من المحاسن على مسيرة سوريا
الصامدة في وجه الهجمة الغربية ـ الصهيونية .
* قلوبنا مع غزة التي تتعرض لهجمات العصابات الصهيونية ، قلوبنا مع
مجاهدي غزة ، قلوبنا تعتصر ألماً ، ولعل الكيان الصهيوني يريد اندلاع حرب مع قطاع
غزة في هذا التوقيت ليصرف أنظار العرب والمسلمين عن مناصرة الثورات العربية
المتصاعدة في اليمن وليبيا وسوريا والأردن على الطريق وهلم جرا فهي بالقطع لا تخدم
السياسة الصهيونية تجاه الحكم في المنطقة ولذا فمهم تضييع الفرصة على الصهاينة ،
ثم ان انتصار هذه الثورات التحررية من ربقة الاستعمار المحلي الأسري العفن سيشكل
حجر أساس لمعركة تحرير فلسطين الكبرى.. كل فلسطين من البحر إلى النهر ، وهذا وقت
للتضامن الفلسطيني مع تلك الثورات وان كان بصورة غير مباشرة حتى لا يستفز الطغاة .
* كتب الصديق الوفي عبدالله بن صويلح الحضرمي الدارس الإعلام في مصر على
صفحته في الفيس بوك : في إتصال هاتفي قلت لأحد زملائي المصريين ، مبارك لكم إنتصار
ثورتكم المجيدة ... فتفاجأت بسكوته وعدم رده علي ، فقلت (الو الو أحمد الو) توقعت
الخط انقطع ، ولكن سمعت نهسات تخرج منه بحرقه فقلت أحمد هو فيه ايه .. فقال
عبدالله إنني الآن أتندّم وأحس بالأسف والعار لأني لم أشارك شباب مصر في الثورة
ولأني كنت استهزاء بالمتظاهرين وأقول هؤلاء..................... للأسف خلص رصيدي.
* الحرية ليست حق فرد بعينه أو أفراد إنما هي حق لكل إنسان كرمه الله ،
فلا تجوز مصادرتها ولا يجوز انتقاصها متى ما سارت وفق الفطرة التي فطر الله الناس
عليها .
* اللهم إنا نتوسل إليك بإيمان أهل اليمن الذي شهد به رسولك الأمين ،
ونتوسل إليك ياسميع ياقريب يا مُجيب بعمل أهل اليمن الصالح ، نسألك يا الله ياقدير
ياذي البطش الشديد ، نسألك ياقوي ياجبار يا من يُجيب المُضطر إذا دعاه يا من يكشف
السوء ويزيل الكرب نسألك يامُهيمن يالطيف ياعليم ياخبير ، نسألك أن تُحسن خلاص
شعبنا وبلادنا من الطاغية و طغمته .
* الحاكم في اليمن هو الدستور وما الرئيس إلا موظف لتنفيذه ، واليوم
الرئيس هو الخارج على الدستور ، أي ليس المعتصمين في الساحات الميادين ولكن الخارج
عليه هو الرئيس مستخدماً جيش الأمة وقواتها ومالها في خروجه ألا فليعي هذا تنابلة (الصالح ) .
* الرئيس اليمني يستنسخ التجربة الصهيونية ، يُرسل القتلة فيقتلوا و
يبلطجوا ، ثم.. ويا للعجب... يُسارع ليشكل لجنة تحقيق في ما حصل ، وهذا قمة
التناقض الفاضح (( الخصم والحكم )) ، رجل أتقن الاستبداد على أصوله . وقد قيل ((
شر البلية ما يُضحك )) .