الأولى : الملحمة التي
تصنعونها
لقد صنعتم بثورتكم هذه ملحمة شعبية لاستنقاذ
الوطن : الإنسان ، الأرض ، الثروة ، السلطة ، من أيدي مغتصبيها وإن ادعوا أنهم
إنما نالوها عبر انتخابات أو شرعية دستورية .
إنّ هذه الثورة الشبابية الشعبية السلمية هي
قراركم النهائي أن تحكمون أنفسكم بأنفسكم
مستندين إلى قيمكم ومعتقدكم وثقافتكم الأصيلة لا التي صنعها الاستبداد على
عينه ليطول به مُقام .
الثورة هي إرادتكم ان تكونوا انتم ، لا أن
يكون ـ على عاتقكم ـ الطغاة ، قراراكم الفذ أن تعيشوا في شمم ، أن تحيوا في عزة
وكرامة و سؤدد و إباء ، مرفوعين الهامة ، موفورين السعادة ، مرهوبين الجانب من أي
حاكمين ومن تسول له نفسه النيل منكم ومن مكتسبات ثورتكم ونضالكم .
الثانية : إنها الثورة
· لقد جاءت المبادرة الخليجية الجديدة في نسختها
الثالثة (نسخة الخميس 18 ابريل ) لتقول أنكم بهذه الاعتصامات المتواصلة والمتصاعدة
تقهرون النظام وتخنقونه بالحركة البطيئة القاضية ، فقد نصت المبادرة على فض
اعتصامكم وفوراً وهذا هو تحديداً طلب السلطة التي ما فتئت تتآمر ضد إعتصاماتكم
العبقرية و تتحدث عنها وتحاول ان تفرقها ببث الفتنة وسموم القيل والقال ، وهذا ما
يطرح تساؤلات كثيرة وعلامات استفهام متعددة حول طبيعة هذا الدور الخليجي .
· قولوا لهم ـ ايها الثائرون والثائرات ـ ان
دون فض اعتصاماتنا خرط القتاد ، لن نفضها بل سنصعدها ، إننا من خلالها ـ ومن خلالها فقط ـ نصنع اليمن الجديد
والمستقبل الأفضل وإنّ كل ما لديكم ايها المطالبون بفضها لن يصنع ذلك المستقبل وها
انتم تدركون أكاذيب السفاح وتقلبه في وعوده وهي لعبته التي لا نعرف غيرها منذ زمن
طويل ولهذا ضاق بنا الحال وخرجنا في ثورتنا هذه العظيمة وليست أزمة ولا صراع بين
مؤتمر ومشترك إنها ثورة شبابية شعبية
عبقرية عارمة من المهرة إلى صعدة ومن شاء أن يفهم غير ذلك فهو حر أن يقع
ضحية لأكاذيب السلطة الفاسدة المفسدة وإعلامها الذي يواصل الدجل والأكاذيب . قولوا
لهم ـ ايها الثائرون والثائرات ـ نحن
الشرعية فلا شرعية في اليمن غير شرعيتنا فنحن شعب اليمن ، وحتى من يسوقهم السفاح
بفقرهم إلى مهرجاناته في الواقع فإنهم صوت ضده فلولا فقرهم المُنسي لما اعتادوا
الانسياق إليه يوم في الأسبوع لينالوا الفتات من المال الذي أعوزهم إليه السفاح
بسياساته الفاشلة على كل الأصعدة
الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية .
الثالثة : انتم الشرعية
إنني
هنا أتساءل ونحن بصدد مبادرة خليجية متناسلة ... هل تقامر دول مجلس التعاون
الخليجي بدماء اليمنيين ؟؟ إنهم يدركون100%
ان علي صالح لا يمتلك أي شعبية لا داخل اليمن ولا بين الجاليات اليمنية ولم
يعد يستند سوى على من تبقى لديه من الحرس الجمهوري والحرس الخاص والأمن المركزي
وأموال الشعب التي حولها من البنك المركزي وفروعه في المحافظات إلى قصره الوحيد في
السبعين بصنعاء حيث يتقوقع و يستفرغ آخر أوراقه التي سيسقطها الشعب الثائر مهما
كانت دموية ، ومبادرتهم في نسختها الثالثة تحمل في ثناياها مخاطر حقيقية من بينها
إعطاء السفاح علي صالح فرصة ومبرر للمزيد من إزهاق أرواح الثوار و مواصلة إجرامه .
وتدرك دول الخليج أنّ كل الانتخابات في
اليمن مزورة خاضها علي صالح بالفهلوة المعلومة في العالم العربي ، ولا تعطي علي
صالح وحزبه أي شرعية دستورية ، والشرعية اليوم أصبحت مع الجماهير الثائرة وهي
ستصنع مستقبلها وستنفذ قرارها بالرحيل لعلي صالح
و طغمته ومحاكمته .
الرابعة : ثورة يدعمها
الدستور
تحاول السلطة الفاسدة المفسدة المستبدة
القاتلة التعامي في خطابها المخمور و طرحها مع المتدخلين من الخارج لأجل اليمن ،
تتعامى في ذلك كله عن ثورة عبقرية مُدهشة تملئ الشوارع والساحات والميادين تقدمون
فيها انتم أبناء اليمن وبناتها التضحيات الغاليات و أرواحكم الثائرات و دمائكم
الطاهرات في خضمها رافعين شعاركم الذي يهز
الحاكم المستبد المتقوقع في قصره بالسبعين في صنعاء (الشعب يريد إسقاط النظام ) و
تطالبون وبطلاقة وبوضوح لا لبس فيه برحيل
ومحاكمة السفاح [ مجرم الحرب] و تتعامى عن
هذه الثورة الشبابية الشعبية العبقرية من المهرة إلى صعدة و السلطة تحاول جاهدة
لاهثة لهث الكلاب العطشى تصوير الأمر فقط انه لقاء مشترك يريد الكرسي ، كلا
وألف كلا إنها ثورة شعبية عارمة يقف لها تاريخ اليمن المجيد إعجاباً واحتراماً
وينحي لها تاريخ البشرية الحرة الشريفة إجلالاً وإكباراً .
تقول الطغمة الحاكمة في خطابها المخمور بخمر
السلطة التي تأفل : تعالوا نحتكم إلى الدستور ، أوليسوا هم من يخالفون الدستور
والقوانين ومنذ زمن تطاول مداه حتى حولوا
انتهاك الدستور والقوانين إلى ثقافة ، واليوم يتكلمون عن الدستور الذي
سحقوه وأماتوه !!!؛ ويقولون نحتكم إلى الديمقراطية ، يقولون هذا بعد ان فات الأوان
و دار الزمان وثبت للأكوان كفرهم العملي بها المرة تلو المرة ، أليس هم من خانوا
الديمقراطية بقوة السلطة الفاسدة المفسدة
؛ ويقولون نحتكم إلى صناديق الاقتراع أوليس هم من زيفوا الانتخابات وخانوا الوطن و
بالشقائق الخمس[ المال العام ـ الوظيفة العامة ـ الإعلام الرسمي ـ الجيش والأمن ـ
اللجنة العليا للانتخابات ] ؛ ويقولون علي صالح منتخب ، أولم تكن انتخابات مزورة
وبالشقائق الخمس وبشهادة الأوربيين ؛ ويقولون عندنا أغلبية جماهيرية وأقول ويقول
كل من له عقل منصف : أينها ؟؟ أنهم ليس لهم حضور إلا في ميدان السبعين فقط ويوم
الجمعة ومدفوع الثمن فمن يأتيه ليس تأييدا لعلي أو بقائه إنما ليكسب في يوم راتب
شهر لموظف قديم ، ومع ذلك فموجود للحشد وبامتياز أربع من الشقائق الخمس الانتخابية
[ المال العام ـ الوظيفة العامة ـ الإعلام الرسمي ـ الجيش والأمن] ومن يلاحظ ـ وهذا ربما بعيد عن الملاحظة ـ يجد
أنّ حتى مظاهرات الجاليات اليمنية في الخارج كلها مؤيده للثورة ومطالبه بطلبها
الرحيل الفوري لهذه الطغمة الدموية الفاسدة أفلا تعقل القوى المتدخلة في الشأن
اليمني ، إنّ أهل اليمن يصنعون مستقبلهم
بأيديهم وتضحياتهم ويحفرون في الصخر بغض النظر عن المواقف الخارجية ، لقد اختاروا
سبيلاً من سبل الدستورية المنصوص عليها في الدستور فالتعبير عن الرأي حق للمواطنين
كفله دستور الجمهورية اليمنية في مادته
رقم (42) التي نصت على ((لكل مواطن حق
الإسهام في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتكفل الدولة حرية
الفكر والإعراب عن الرأي بالقول والكتابة والتصوير في حـدود القانـون. )) كما نصّت
المادة السادسة من الدستور على (( تؤكد
الدولة العمل بميثـاق الأمم المتـحـدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثـاق
جـامعة الدول العربيـة وقواعد القانون الدولي المعترف بها بصـورة عامـة )) ومن بين تلك الوثائق وثيقة الإعلان العالمي
لحقوق الإنسان وقد نصت المادة رقم (19) منه
على (( لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق
الآراء دون مضايقة ، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين ،
بأية وسيلة ودونها اعتبار للحدود. )) ، فيما نصت المادة رقم (20) منه على (( لكل
شخص حق في حرية الاشتراك في الاجتماعات والجمعيات السلمية ))
إنّ الثوار والثائرات إنما يمارسون حقهم
الدستوري الواضح والبيّن ، إنهم لم يحيدوا عن الدستور كما حاد المستبد الظلوم
الغشوم ، ولم يروغوا عنها كما راغ
ويروغ الثُعلبان متوهماً انه بذلك
يضمن لبغيه البقاء و لنهبه ونزقه الدوام ، لقد اختار شعب اليمن النضال السلمي عبر
هذه الاعتصامات السلمية التي تكاثفت لتصنع ثورة حقيقية مزمجرة في وجه البغاة
المعتدين خونة وطن الإيمان والحكمة ، وإن الشعب لن يحيد عن خياره الثوري العبقري
هذا حتى تتحقق كافة أهدافه الوطنية النبيلة .
الخامسة : منطق
المعربدين
وحين تذهب السلطة المجرمة تقتل و تولغ في
الدماء الزكية الطاهرة المُطهرة و تُجرم مزيد إجرام تقول أنّ من يتحمل مسؤولية
أفعالها هم من اخرجوا هؤلاء للميادين والساحات [ وهي تقصد اللقاء المشترك لتفلت هي من العقاب والمحاكمة
في منطق تذرع به من قبل معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ حين قتلت فئته عمار
بن ياسر رضي الله عنه ليصدق على فئة معاوية كلام الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم
لعمار (( عمار تقتلك الفئة الباغية )) كان معاوية ذكياً لكن علي عبدالله صالح أهوج
بليد ورغم ذلك فكلام معاوية لم يصدقه احد ] وهنا أقول أولاً أنّ لسلطة بهذا المنطق
تُقر أنها سفيهة وفاقدة الأهلية ، فلو كان لها عقل لما ارتكبت الإجرام وبإصرار ،
وثانياً من اخرج هؤلاء الكرام الأشاوس الأباة والماجدات الفضليات هي السلطة نفسها
بفسادها وإفسادها ونهبها وسرقتها واختطافها للوطن لصالح هبل وزبانيته وبمصادرتها
للديمقراطية و مبدأ التداول السلمي للسلطة وبإصرار وبدون أي أمل في ان تترك هذا
الحمق والإصرار على شعارها الأثير (( نبقى ويشقى الشعب )) واليوم تتكلم عن ديمقراطية وتداول سلمي للسلطة عليها لعنة الله
سلطة مجرمة حقيرة لعينة أثيمة ، وهؤلاء هم الشرفاء في الحزب الحاكم والسلطة ينفضون عنها وبازدياد ، إذن ما الذي
بقي لذلك الصنم المتكلس و لطغمته ؟؟ بقي فقط له ولهم ان يرحلوا عن السلطة وبصمت
مطبق مخلوط بالخزي مكلل بالعار وبدون ضجيج
وبتنكيس رؤوس طالما اشمخرّت على
هذا الشعب الثائر. وأدعو الخارج ان كان صادقاً مع نفسه ومع شعب اليمن ان يتبنى هذا التشخيص وفقط ولا يخشوا على اليمن
ولا من اليمن شيئاً المهم ان يقفوا مع الشعب وبدون تأخير فللشعب البقاء وللطغاة
الفناء .
السادسة : لكم النصر .. والوطن
السعيد
إنّ علي عبدالله صالح يمارس القتل والإجرام ويُسخّر مقدرات الوطن من اجل نفسه وأبنائه ، يقتل
أبناء الشعب لسواد عيونه و عيون هذه العيون المجرمة ، ليبقى على كرسي الحكم إلى ان
يموت ثم يورثه لأبنائه وما هذه التشكيلات العسكرية التي استحدثها وأعطى زمامها
لأبنائه وأبناء أخيه والتلاعب بالدستور والقوانين ومصادرة كل المواسم الانتخابية و
المؤسسات الدستورية لذاته المتضخمة وبإصرار وصلف وغرور أجوف متزايد إلا لهذا الغرض
، ليبقى على الكرسي الذي زعم انه من نار وانه زاهد فيه ، إنها أكاذيب الكذاب الإشر
،من إذا حدث كذب و إذا اؤتمن خان وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ، ولكن هيهات هاهو
الشعب كله ثار وقال لك ارحل برع امشي فوراً ، هذه حقيقة علي عبدالله صالح وهو يختم
حكمه لليمن بشر ختام .
النصر والخلود لك ايها الشعب اليماني الأبي
والهزيمة والرحيل الذليل للمستبدين المجرمين الخاسئين ، إنّ النصر حليفك ايها
الشعب الأبي الشرسُ وقد قدمت ولا تزال تقدم ثمن النصر المؤزر ، ثمن الكرامة ،
بصمود أسطوري وإيمان عميق ، و ثبات لا يتزعزع ، ايها الشعب أنت الجبل .. المارد
العملاق الذي لا يهزه ريح مهما حصل ولا
العواصف ولا الرعود ومن نافل القول ان نزيد توكلاً على الله وسؤاله النصر وابطال
كيد الطغمة الحاكمة ورده في نحرها مع الاخلاص وانتم تمارسون الامر بالمعروف والنهي
عن المنكر باعلاء كلمة الحق في وجه السلطان الجائر .
انك ايها الشعب بهذه الملحمة الثورية تستحق المستقبل الأفضل وارغد ،تستحق العزة
القعساء والكبرياء والشموخ والسؤدد ،عشت حامي عرينك من كل استبداد ومستبدين ، تسلط
ومتسلطين ، عسف وقاهرين ، مجرمين و أفاكين ، ثعالب وثعابين .