ثورتنا في مرحلة الحسم

منذ يوم الاثنين 23 مايو دخلت ثورتنا الشبابية الشعبية السلمية العبقرية الرائعة مرحلة الحسم بعد إفشال علي عبدالله صالح لكل محاولات الوساطة الخليجية بل رأيناه في فصلها الأخير يهين أمين عام مجلس التعاون الخليجي ومرافقيه مرتين الأولى بحصارهم من قبل صنائعه داخل السفارة الإماراتية وانهاء المشهد الهزلي الفج بنقلهم بمروحية إلى القصر لتنزل الإهانة الثانية بأمين عام المجلس باللقاء ، وقوفا ً، الجاف والنكدي في اكبر تجلي للعقلية الثعلبانية التي يمتلكها علي عبدالله صالح ، وفي هذا اللقاء العابس رفض علي صالح التوقيع بحجة واهية هي عدم حضور ممثلي اللقاء المشترك وحلفائه للقصر وهو مجرد عذر للتنصل الأخير والنهائي.

 

 كان هذا يوم الأحد 22 مايو وفي مسائه علق مجلس التعاون المبادرة دون تحميل علي صالح المسؤولية عن عدم التوقيع مثلما كانت مصادر خليجية تتحدث أنها ستحمل الطرف الذي لا يوقع مسؤولية انهيار المبادرة وبدل الإعلان عن إلغاء الوساطة جاء تعليقها لتبقى في اعتقادي متاحة لعلي صالح ان يتناولها ان احتاج إليها بعد تصعيده للموقف وفي اعتقادي ان الموقف لن تسعفه مشاهده في تناولها.

 

• في صباح اليوم التالي الاثنين كتبت على صفحتي على الفيسبوك بعنوان : إنها لحظة فاصلة

 

• (( احترقت آخر أوراق علي عبدالله صالح برفض الفرصة الأخيرة للتوقيع يوم 22 مايو 2011م على المبادرة الخليجية التي ضمنت له ولأعوانه خروج آمن من السلطة ، ويبدو لي أن قدر الله لا يريد لرجل مارس الإجرام طوال 33 عاماً ان يخرج بسلام من السلطة التي أساء استخدامها خلال أكثر من عقد من الزمن و أفرط في ذلك بصورة حولته إلى سفاح رسمي منذ اندلاع الثورة الشبابية السلمية ، و قضاء الله لا راد له ونصره للمؤمنين الصابرين المصابرين المرابطين على الصبر والتوكل على الله وجمع الكلمة وتمتين الصف الداخلي.

 

• لقد انفض السواد الأعظم من الناس من حول السفاح ، والبقية تأتي لحظة الصفر ، هذا عشمي في من تبقى حول علي صالح الذي لم يعد سوى رئيس فاشل لعصابة خاسرة .))

 

وفي عصر ذلك اليوم بدأ فصل جديد محوره ضرب قصر الشيخ عبدالله ابن حسين الأحمر في الحصبة وكان علي صالح يريد ان يقول أنا الذي سأزحف وليست الثورة السلمية واخذ من بيت الأحمر كرمزية لموقف أنجاله جميعاً وفي مقدمتهم الشيخ صادق الأحمر المؤيد والداعم للثورة منذ يومها الأول ، ولكن خاب رهان علي صالح فلم ينتصف الليل إلاّ باستيلاء رجال الشيخ صادق على أربع وزارات وتحويط مبنى وكالة أنباء سبأ والاستيلاء على مبنى معهد الإرشاد الذي كدسه الرئيس بالسلاح مثلما كدس عدد من المرافق الحكومية المحيطة والمرتفعة حول قصر الأحمر وهو ما كان سبب مباشر في اندلاع الاشتباكات وكانت الحصيلة 25 شهيد واسر 30 جندي والجرحى نحو 60 جريح.

 

 وفي اليوم التالي الثلاثاء تمت السيطرة على مبنى وزارة التربية والتعليم (معهد صنعاء العلمي قبل إلغاء المعاهد العلمية من قبل علي صالح ) وهو كائن بشارع مأرب وفيه تمكن رجال الثورة من السيطرة على سبع دبابات ، وفي ذلك اليوم انظم إلى الثورة عدد من الأفراد الذين كان علي صالح يعتقد أنهم سيدافعون عنه ويمنعون رحيله والمتواجدين في ملعب الثورة وفر عشرات آخرين والملعب كائن بمنطقة الحصبة إلى الغرب من قصر الأحمر .

وجاء الاعتداء الصاروخي على القصر مستهدفاً وفد من الوسطاء كان في مقدمتهم اللواء غالب القمش رئيس جهاز الأمن السياسي المهمش لصالح الأمن القومي الذي يرأسه يحيى محمد عبدالله صالح وكان القمش قد استنفد مهامه وجاء القصف بعد دقيقتين من اتصال للقمش بالرئيس الذي أصبح مطمئناً لوجود الوفد داخل القصر ليقول بعد ذلك ان الشيخ صادق هو من اغتالهم فيثير البعض ضد الثورة ولكن الحادث لم يصب سوى لصالح الثورة حيث نجاء اللواء القمش و ان استشهد شيوخ أجلاء من وفد الوساطة وقد يدفع هذا الأمن السياسي لموقف يخدم لصالح الثورة ، ولم تغيب شمس الثلاثاء إلاّ وقد انضم أفراد معسكر النجدة في الحصبة للثورة وهي ضربة في صميم النظام المتداعي ، وبعيد فجر اليوم الأربعاء عادت الاشتباكات ، وهي مستمرة ، وقد أعلن الشيخ صادق الأحمر انه سيسلم كل المرافق الحكومية التي تدخل في حيازته لشباب الثورة ، ويمكن ان نقول ان الثورة اليوم لها أربعة أركان أساسية :

الأول : الثوار والثائرات المعتصمين في الميادين والساحات منذ ثلاثة أشهر ونصف وهو محافظين على سلمية تحركهم ، وهم سيصاعدون موقفهم السلمي إزاء المستجدات.

الثاني : اللقاء المشترك و حلفائه في التشاور الوطني والتكتل النيابي الجديد الذي يضم الأغلبية من أعضاء مجلس النواب (مشترك + مؤتمريين سابقين+ المستقلين من الأعضاء) وهو تكتل أتوقع زيادة أفراده من النواب .

الثالث : رجال القبائل التي انضمت كافة للثورة وفي المقدمة قبيلة حاشد كبرى القبائل اليمنية بزعامة الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر ، وفي اعتقادي ان الأحداث تتجه إلى أنهم سيكونون عنصر الحسم العسكري للثورة لتصفية قوة علي عبدالله صالح المتبقية ، وقد كان علي صالح يراهن على ان يقسمهم فريقين متحاربين احدهم في معسكره لكن حيله باءت بالفشل وسقطت ورقة الحرب الأهلية التي كان يهدد بها لكن إجرامه وتعنته وفساده القديم و تحريشه بين القبائل تكلل بصف قبلي موحد ضده لإراحة اليمن من شره وشر أعوانه ... نسأل الله أن يمد رجال القبائل الثوار بمدد من عنده وان يجعل كيد علي عبدالله صالح في نحره . اللهم إنا نعوذ بك من شره وندرؤ بك في نحره .

الرابع : القوات المسلحة التي انضمت إلى الثورة وفي مقدمتها الفرقة الأولى مدرع بقيادة اللواء علي محسن الأحمر القائد الوطني المخضرم الذي ضرّسته الحرب ، و الفرقة الأولى هي في طليعة القوات المسلحة التي انضمت إلى الثورة ومنها المنطقة العسكرية الجنوبية الشرقية بقيادة اللواء محمد علي محسن ، و قد تضطر للدخول في المعارك وقد يعمل علي صالح لجرها إلى هذا المربع لاعتقاده انه قادر على ضربها بالوحدات المتبقية لديه من الحرس الجمهوري بشكل خاصـ وهو حرس معروف بأسلحته البراقة الحديثة وعدم خوض أفراده للتجربة القتالية الميدانية بل وجدنا قبيلة نهم الثائرة تهزم احد ألويته بينما كان متجه إلى محافظة حضرموت لتعيث فيها قتلاً وترهيباً ـ في اعتقادي فانه في اللحظة الذي يحدث فيها الصدام العسكري بين (الحرس الصالحي) و القوات المسلحة المنظمة للثورة قد نشهد تطورات دراماتيكية تعجل بالقضاء على علي عبدالله صالح وعصاباته من نوع انضمام آلاف الحرس بالنفس والسلاح لصف الثورة .

الموقف الخارجي :

وهو على موقفين رئيسيين :

الأول : موقف متواطئ مع علي عبدالله صالح الذي يوهمهم بقدرته على انه سيحسم أمر الثورة السلمية لصالحه باستخدام أوراقه ( وقد احترقت واحدة واحدة ) والخارج لا يريد للثورة السلمية الانتصار حتى لا يخرج أبناء المملكة العربية السعودية ـ وعدم الخروج هذا هو رغبة أمريكية كذلك ـ يخرج في ثورة ضد أسرة آل سعود وقد سبق لهذه الأسرة ان وقفت خمس سنوات تدعم الإمام محمد البدر لإسقاط ثورة 26 سبتمبر حتى لا ينتقل تأثيرها إلى المملكة وباءت جهود آل سعود بالفشل حينها مما اضطرها في الأخير لوقف دعمها للملكيين ضد الجمهوريين وقد وقفت مصر عبدالناصر مع الجمهوريين خلال تلك الحرب .

 

وهاهو التاريخ يعيد نفسه بتعديل طفيف ان جزء فقط من الأسرة يؤيد علي صالح كما أعلن هذا علي صالح بنفسه في اجتماع للجنة الدائمة لحزبه المفترض انه الحزب الحاكم والواقع يقول انه منذ تأسيسه كان حزب الحاكم وقد فصله على مقاسه من أول يوم مثلما عمل على تفصيل الدستور اليمني منذ صيف 1994م على مقاسه ليضمن حكم ملكي وراثي الحقيقة جمهوري ديمقراطي تعددي الصورة ولكن جاء هذا الربيع الثوري العربي ليطيح بأحلامه إلى الأبد .

الثاني : موقف ضد النظام لصالح الشعب الثائر وتأتي دولة قطر في صدارة هذا الفريق وقطر معروفة بمواقفها الشهيرة لصالح الشعب اليمني تجلى ذلك في الموقف غير المناكف لليمن بسبب الموقف الرسمي من حرب إخراج صدام وتجلى في موقف قطر ضد المحاولة الانفصالية عام 1994م ، ويتجلى ثالثاً في محاولة قطر لتحقيق وقف دائم وحل نهائي للحروب في صعدة ، ثم تأتي دولة الكويت ولكن باستحياء بسبب التأثير السعودي على السياسة الكويتية كثمن تدفعه الكويت للموقف السعودي من حرب الخليج الثانية وللعلاقات المتميزة السعودية ـ الأمريكية وحاجة الكويت للحماية الأمريكية من أي نوايا عدائية عراقية أو إيرانية .

 

ولذا نجد الخطاب المؤيد للثورة السلمية من قبل رموز المشهد السياسي والإعلامي الكويتي ضد نظام علي صالح الذي اعترض على دخول القوات الأمريكية إلى الخليج لإخراج قوات صدام حسين من الكويت وكان قدر اليمن حينها ان كانت عضو عن المجموعة العربية في مجلس الأمن الدولي ، ويعتبر الموقف البريطاني والفرنسي والأوربي عموماً محرراً ومختلفاً عن الموقف الأمريكي الذي لا يزال يعتقد ان علي صالح قادر على البقاء رغم هذا الإعصار الثوري الذي يقتلع علي صالح الطاغية الأرعن علي عبدالله صالح وطغمته .

 

و قبيل الختام .. لقد أراد الشعب اليمني الأبي ان يسقط النظام ، ويبدو لي أن الله عز وجل يريد لهذا النظام ان ينتحر وليس أن يسقط فقط وذلك بفعل إجرامه القديم والجديد بشعب الإيمان والحكمة .

و ختاماً بين يديكم نظم نظمته بعد جمعة الكرامة بعنوان (( دماء تنتصر)) نشرته حينها على صفحتي على الفيسبوك وأعيد نشره اليوم كما هو:

علي دموي وأعماله دمويه وشعبي سلمي وثورته سلمية

صعدة ست حروب تشهد وفي العبر فجر طائرة حربية

المعجلة وحصن أبين تشهد وجارالله عمر بالبلطجة الدموية

مجاهد والشبواني والمتوكل وعبث بإطارات شيخ اليمانية

الزنداني يشهد ومحمد خميس وزوجه في قصر الجمهورية

ومظاهرات الجرع وضباط امن سياسي لعيون دموية

هو سارق وخزائنه وحشية وشعبي فقير ومأساته منسية

أينك يا خليج يا عرب أينكم يامتكلمين بحقوق إنسانية

اليمن تستصرخكم أنقذوها من عصابات (الصالح) البربرية

رب ياجبار يامنتقم انصر شعبي واقصم الطغمة الإجرامية

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص