‫الانقضاض الثوري

الشعب حين يثور يُصاعد ثورته ويمضي بها هادرة مزمجرة لا ينفض عنها مهما استوجب انتصارها من تكاليف وتضحيات غاليات .

 و الشعب حين يثور تتصاعد لديه الروح الثورية حتى تبلغ مرحلة النضج الأقصى فينقض من علياء روحه الثورية المحلقة ليخطف النصر المظفر من بين براثن المآسي و الآلام والمعاناة .

قد يتأخر النصر بالمعايير النسبية ولكنه لا يتخلف متى ما استكملت عوامله ، قد يتأخر النصر ولكن لكي يزداد شعور المنتصرين بقيمة ملحمة صنع الانتصار فلا يفرطون فيه و لا يرضون الانتقاص من سناه الساري ضياء عبقرياً ينير كل الزوايا والخبايا بل ينسجون انتصارهم المجيد .

قد يتأخر النصر ليتمكن خُطاب العزة القعساء من تحصيل مهرها و دفعه راضية نفوسهم منتشية محلقة في سماء المجد القادم ، قد يتأخر النصر ليلتحق بركابه من لم يلتحق حرصاً منه على ان يكون لهم كمن سبقهم شرف إحرازه ، قد يتأخر النصر ولكن ليعلم الوطن من هم البررة من بنيه فيميزهم عن أدعياء الوطنية والحرص على مستقبل هم غير مستعدين لدفع ثمن إشراقته راضين بالدون موغلين في التيئيس من النصر ساعين جهدهم لإثارة الشكوك في الصف الثوري : داخله وخارجه مروجين للشائعات المسمومة و ربما مدافعين عن أوضاع لم تعد ترضي الأغلبية المسحوقة من أبناء الوطن .

في هذه المرحلة الحاسمة من ثورتنا أصبح إما ان ينظم عبدربه منصور إلى جهود إسقاط النظام الاستبدادي الفاسد وبدون تأجيل وإما أن تُفرض عليه الإقامة الجبرية في بيته وبقوة الشرعية الثورية لتقوم مكونات الثورة الأربعة الفاعلة [ الأحرار والحرائر المعتصمين في الميادين والساحات ، اللقاء المشترك ، رجال القبائل ، الجيش المنظم للثورة ] بحسم الأمور بالقوة وبصورة نهائية مع استهداف لرؤؤس الشر و يتشكل بعدها مجلس انتقالي من مكونات الثورة الأربعة .

و علينا أن نتذكر دوماً أنّ هدف الثورة الأساسي هو إسقاط النظام الاستبدادي الارتزاقي بكافة مكوناته ، وسلمية الثورة ليست غاية في حد ذاتها إنما هي الوسيلة المثلى لتحقيق أهداف الثورة وقد أدت الميادين والساحات دورها بامتياز ولا يعني هذا عدم الحفاظ عليها ولكن إذا لم تحقق هدفها فليتم الأخذ بالخيارات الأخرى فآخر العلاج الكي والبتر ، إنّ الثورة طاقة جبارة دافعة للمزيد من الانجاز والكسب الثوري ولا تقبل العودة للوراء وما ينبغي لها.

إن تشكيل المجلس الانتقالي فكرة يتم المرور إليها في الوقت الذي يكون فيه بالإمكان الدفاع عن أعضاءه لا أن يتم استبدالهم كل أسبوع ويتفنن عدو الشعب في تسديد الضربات للثورة من خلال أعضاء مجلسها الانتقالي ، ويتم تشكيل المجلس متى ما كان تشكيله سيمثل إضافة نوعية حقيقية لا وهمية للفعل الثوري ، وفي التجربة الليبية تم تشكيل المجلس بعد ان أصبحت ثانية المدن الليبية (بنغازي) بأيدي الثوار و في قبضتهم بحيث توفر الملاذ الآمن للمجلس والقادر فيه على العمل و الحركة والخروج والعودة إلى ليبيا في إطار جهد تعزيز وتعضيد الثورة التي لم تجد بُداً من ان تندفع بإمكانيتها وبإعدادها المستطاع لتدافع عن نفسها مرحبة بالتدخل العسكري الخارجي .

إننا في أحيان ينبغي لنا ان نكون على ثقة من أننا نفكر بعقولنا لا بقلوبنا ، الخارج ليس لديه ـ غالباً ـ سوى عصي يدفعها إلى دواليب الفعل الثوري ليوقفها أو يؤخرها على الأقل ولذا ينبغي للثورة ان تفطن ان قوتها الذاتية تستمدها من داخل الوطن لا من خارجه مع الترحيب بأي جهد ايجابي خارجي ولكن على الثورة ان لا تبقى أسيره للخارج بل تتجاوزه لتصنع قدرها بنفسها.

بسرعة .....

• فوز مستحق جديد بثقة الشعب التركي حصل عليه حزب العدالة والتنمية التركي بزعامة رجب طيب اردوغان ، لقد كسب الحزب التأييد بسبب بذله اكبر تفاعل ممكن مع قضايا الشعب التركي مع مساندة للقضايا العادلة ، حزب ينطلق من قناعة مفادها اجعل الناس تميل إليك وتحبك وتختارك عبر مسائل دنياهم فيحبون توجهك الإسلامي بالرغم من خلو أدبيات العدالة من الإشارة للإسلام ....

• السياسي فرداً أو حزباً وان كان مُصيباً وعلى جادة الصواب إلاّ انه قد يتعرض للانتقاد من القلة وهذه من ضريبة العمل السياسي و لابد من دفعها .

• في السياسة 1+1 ليس بالضروري يساوي واحد ، فلا يقين في السياسة و القرار و التحليل السياسي بصفة خاصة .لماذا ؟ لان السياسة من العلوم الاجتماعية التي لا يوجد فيها يقين ويزيد الغموض في السياسة لكثرة العوامل المؤثرة في العملية السياسية في أحيان كثيرة ، ولكن كلما توفرت المعلومة الصحيحة والخلفية التاريخية و الرؤية الثاقبة المبصرة و الممارسة كان كل ذلك اقرب إلى الصواب وأحرى بإصابته .

• في زمن الأزمات تنتشر الإشاعات .

• الثقة في مصدر المعلومة قبل استقائها ، مصادرك أولاً .. فلا تترك عقليتك ومشاعرك فريسة لكل ناعق .. تثبت أولاً .. إننا في معظم الأحيان نذهب لنصدق ما نحب ونُكذب ما لا نحب ...انه سلوك قد يمنح قدر من التنفيس الواهم ...

• قناة سهيل لا تكذب إلاّ إذا أخطأت والقنوات الرسمية لا تصدق إلاّ إذا أخطأت .

• تتناقض السعودية بشكل رهيب مع توجهها الإسلامي (الكتاب والسنة ) كما تتحدث عنه حينما تدعم وتؤازر رجل مجرم سفاح اسمه علي عبدالله صالح ...

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص