في زمن كثر فيه الذين يريدون أن تشيع
الفاحشة في الذين آمنوا عبر الصور المستهترة بالقيم والفضائل: الصور الخليعة
الماجنة في الانترنت والجوالات والتلفزيونات والصحف والمجلات،أوجه هذه الكلمات الصريحات،خصوصاً،
إلى كل من وقع في شباك هذا الانحراف عن جادة الحق والخير و وقع ضحية لهذا الإسفاف
الذي يسرق الإيمان من القلوب والعمل بطاعة علام الغيوب ويوقع صاحبه في قاع
الانحطاط الأخلاقي و الرتوع في حمئة المعاصي،إنها صرخة فيها من الشمول لننتشل
أنفسنا ومجتمعاتنا مما يُحدق بها من خطر الشهوات المحرمة و الانحراف عن منهج الله
في أرضه وتحت سمائه،أعاذني الله وإياكم من هذا الشر المزخرف والفتنة البراقة،واسأل
الله أن ينفع بهذه الكلمات،وجزاء الله خيراً من تسبب في نشرها حتى لا ننخدع ونقع
في براثن عبادة الهوى والشهوة .
1 ـ هل أنت عاشق للفعل أم لمجرد النظر
..وإلى مجرد صورة ..؟؟ إن كنت عاشق للفعل فدونك الحور العين المطهرات اللاتي لم
يجامعهن ولم يشاهدهن احد،فقط ادفع المهر ومهرهنّ طاعة الله و رسوله ومعصية الهوى
والشيطان و في الحديث الصحيح (( الجنة أقرب لأحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك
))فلا تستبعد الوصول إلى أي من الدارين الجنة أو النار،هل سمعت عن رقص الحور
الحسان الخالدات الشابات المنعمات وغنائهن وكلهن مُغنيات وقدرتهن ودلا لهنّ وتحببهنّ
إلى أزواجهن وشوقهنّ إليهم وهم لا زالوا يسيرون في الأرض..مع جمال دونه كل جمال
نساء الدنيا.. وكل هذا وسط النعيم والنعمة ورضا الله الجليل،فطوبى لمن كنّ له
وطوبى لمن كانت منهنّ من نساء الدنيا في الجنة بعد إعادة خلقهنّ من الخلاق العليم.
وإن كنت عاشق للصورة فماذا تغني عن الحقيقة التي تجدها هناك بل وهنا في زوجتك،أو
زوجك،بل وإنّ الصورة توقعك ولا شك في الإثم و تنهب إيمانك وشرفك وكرامتك وتحرمك من
المتعة الحلال بزوجتك التي يقبحها الشيطان في عينك ليتلقفك في ناديه نادي أهل
الفسق والمعاصي،وإن لم تكن زوجتك ترضيك فالشرع أباح لك التعدد إلى أربع،وأن تتحمل
تبعات التعدد أهون من تحمّل عذاب جهنم والحرمان من الجنة وما فيها من الحور العين
والنعيم المُقيم،و لك بجهدك هذا و كدك لإعفاف نفسك الأجر من الله تعالى لأنك تفر
من معصيته وتطلب رضاه. وثق أنّ الله سيوفقك إلى العفاف فقد قال جل جلاله
((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ
لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)) .
يا غافلاً عما خلقت له انتبه ... جد الرحيل ولست باليقظان
سار الرفاق وخلفوك مع الأولى ... قنعوا بذا الحظ الخسيس الفان
2 ـ
لقد أمرنا الله تعالى بالصبر ،وإنّ من الصبر الجميل الصبر عن معصية الله،ففي
المعصية لذة ولها جذب وسحر،مع تزيين إبليس وأعوانه،وإن كانوا بغير علم،وجزاء
الصابرين عن المعصية بلا حدود قال الله تعالى ((قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ
آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا
حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ
بِغَيْرِ حِسَابٍ )). وفي ذات الوقت حاول وابذل وسعك و هيئ الأسباب اللازمة حتى
تزيد من تفاعل زوجتك ،أو زوجك،الإيجابي عن طريق تقوية العلاقة وتمتينها مع الطرف الآخر
بالكلمة الحلوة والابتسامة الجميلة واللمسة الساحرة والهدية وإن كانت رمزية، وقد
أوصانا رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله (( تهادوا
تحابوا)) و الأولى تعزيز المحبة بين الزوج و
زوجته حتى تصفو الحياة الزوجية وتطيب وتؤدي رسالتها وتقوم بوظيفتها كاملة التي
تهدف في ما تهدف إليه تحقيق العفاف التام لكلا الطرفين الزوج والزوجة وخاصة ونحن
في زمن يعجُ بالشهوات الداعية إلى الانحراف عن سبيل الهداية.
3ـ هل ترضى أن تتزوج أي من هذه العاهرات
الساقطات ؟؟ إن قلت لا فاسأل نفسك:لماذا ؟ إنّ هذا لإدراكك أنّ هذا عمل قبيح و أنّ
المرأة متى ما رضيت لنفسها الفاحشة غدت مرذولة تكرهها النفس السوية والطبع
السليم،وإن كان جوابك نعم أرضى أن أتزوجها وتبقى على ما هي عليه من الرذيلة،فهل
تقبل أن تفعل زوجتك أو قريبتك،أن تفعل ويُفعل بها كما تفعل العاهرات؟؟
4ـ مشاهدتك ونشرك للصور الخليعة هل تعتقد
أنها تنال رضا الله ؟؟ لا، فلما تُعصيه وقد انعم عليك بما لا يعد ولا يحصى فأعطاك
عينيك التي تنظر بهما وعقلك الذي تسخره في غير ما يُرضيه،وانعم بك كلّك على نفسك
،فخلقك وصورك ورزقك وأعطاك القلب والكلى والرئتين والفم والجهاز التناسلي و اللسان
والشفتين وغير ذلك كثير.
و مشاهدتك ونشرك لها هل تعتقد أنها تنال رضا
الشيطان ؟؟ نعم ،فلماذا أنت ترضيه وهو عدوك
والراغب بك معه إلى جهنم؟؟فكيف تطيع عدوك في ما يضرك أنت وينفعه هو!!ويضر
إخوانك المسلمين و أخواتك المسلمات!!، ألا تخاف الله وهو مطلع عليك وستلاقيه يوم
القيامة؟؟، لما ترضى لنفسك أن تكون جندي في معسكر إبليس تحارب ربك الذي يعلم سرك
وجهرك والقادر على عذابك ومحاسبتك عن كل ما تفعل؟؟ .استمع إلى الله تعالى وهو
يخاطب كل الناس مسلمهم ومسيحيهم وغيرهم ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ
اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ
الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا
إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) الَّذِينَ
كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7) أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ
فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا
تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
(8))) سورة فاطر.و لإضلال الله للإنسان أو هدايته أسباب مبتدئها من كسب الإنسان
نفسه فإن الله لا يرضى لعباده الكفر ولا الانحراف عن منهجه وشرعته.قال تعالى:
((إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ
الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ
أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ
تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )) وقال: ((فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ
الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)).
5ـ من يأمرك ويزيّن لك نشر الصور أو
مشاهدتها الله أم الشيطان ؟ الشيطان صح ؟؟ فلماذا توافق مُراد الشيطان منك وهو
عدوك ويريد بك إلى النار بهذا المسلك ويحرمك من الجنة ومن رضا الله الذي خلقك لأجل
عبادته وطاعته لا طاعة الشيطان؟؟ وفي النار يُنصب لإبليس منبراً يُخاطب من عليه من
أطاعه في هذه الدنيا :((وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ
وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ
عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا
تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ
بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ
الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)))،لماذا ترضى أن تكون ممن يُكثر بهم
الشيطان جمهور مستمعيه لخطابه في جهنّم؟!! هذا تبكيت وتخلي عن من انساقوا وراء
تزيينه وأهل جهنم يشربون من طينة الخبال((قيل : وما طينة الخبال يا رسول الله ؟
قال : عصارة أهل جهنم )) مع ألوان وأشكال من العذاب الشديد حتى يتمنى صاحبها الموت
فلا يجده،هذا فريق أما الفريق الآخر فقال الله تعالى عنهم (( وَأُدْخِلَ الَّذِينَ
آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23))) و من
صور نعيم الجنة ،الذي تحرم نفسك إياه بإصرارك على الشهوات المحرمة،ما جاء في قوله
تعالى((إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ
فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ
وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (57) سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58))) قال عبد
الله بن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن المُسَيّب، وعِكْرِمَة، والحسن، وقتادة،
والأعمش، وسليمان التيمي، و الأوزاعي في قوله: { إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ
الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } قالوا: شغلهم إفتضاض الأبكار. أترضى لنفسك
الحرمان من هذه المتعة التي لا تزول مقابل متعة زائفة يزينها لك الشيطان ، ليس هذا
الحرمان فحسب جزائك ولكن يقول الله تعالى مباشرة ((وَامْتَازُوا الْيَوْمَ
أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ
لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ
اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا
كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ
تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64) الْيَوْمَ نَخْتِمُ
عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا
كَانُوا يَكْسِبُونَ (65))) واعلم أنّ الموت يأتي ولو من غير سبب،واعلم أنك حين
تعمل السيئة فإنها تُكتب عليك سيئة ولكن لا تضمن أن تتمكن من التوبة منها ولا تضمن
أن يغفرها الله لك إن استغفرت،وفي ذات الوقت فكم تُضيّع على نفسك من الأعمال
الصالحة التي ترفع من درجتك في الجنة وكم تُضعف إيمانك بالله بسبب وقوعك في هذا
المستنقع الآسن،والإيمان بالله هو خير العمل كما ورد في الحديث.
6
ـ هل تعلم أنّ من ترك لله شيئاً
عوضه الله خيراً منه؟؟ اترك هذا ويعوضك الله في زوجتك وفي الجنة حلال وجمال ودلال
ولك وحدك لا يراها سواك ولا تحب إلا حضرتك ولا تعشق إلا إياك،وليس كصنعة العاهرة
الساقطة التي هي لمن هب ودب وكأنها مرحاض((وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ
كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ
كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)) ، اترك صور
الراقصات المغنيات الساقطات و اعلم أنّ كل نساء أهل الجنة مُغنيات وراقصات ولكن في
ظلال رب البريات، يقول ابن القيم رحمه الله :
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَيُرْسِلُ رَبُّنَا***رِيحًا تَهُزُّ ذَوَائِبَ
الأَغْصَانِ
فَتُثِير أَصْوَاتًا تَلَذُّ لِمَسْمَعِ الْـ**إِنْسَانِ
كَالنَّغَمَاتِ بِالأَوْزَان
يَا لَذَّةَ الأَسْمَاعِ لا تَتَعَوَّضِي**بِلَذَاذَةِ الأَوْتَارِ
وَالْعِيدَانِ
أَو مَا سَمِعْتَ سَمَاعَهم فِيهَا غِنَا***ءَ الْحُورِ بِالأَصْوَاتِ وَالأَلْحَانِ
وَاهًا لِذَيَّاكَ السَّمَاعِ فَإِنَّهُ****مُلِئَتْ بِهِ الأَذُنَانِ بِالإِحْسَانِ
وَاهًا لِذَيَّاكَ السَّمَاعِ وَطِيبِهِ***مِنْ مِثْلِ أَقْمَارٍ عَلَى
أَغْصَانِ
وَاهًا لِذَيَّاكَ السَّمَاعِ وَلَمْ أَقُلْ***ذَيَّاكَ تَصْغِيرًا
لَهُ بِلِسَانِ ... ›?
... وَاهًا لِذَيَّاكَ السَّمَاعِ فَكَمْ بِهِ**لِلْقَلْبِ مِنْ طَرَبٍ
وَمِنْ أَشْجَانِ
مَا ظَنَّ سَامِعُهُ بِصَوْتِ أَطْيَبِ الْـ***أَصْوَاتِ مِنْ حُورِ الْجِنَانِ
حِسَانِ
نَحْنُ النَّوَاعِمُ وَالْخَوَالِدُ خَيَّرَا***تٌ كَامِلاتُ الْحُسْنِ
وَالإِحْسَانِ
لَسْنَا نَمُوتُ وَلا نَخَافُ وَمَا لَنَا***سَخَطٌ وَلا ضَغَنٌ مِن
الأَضْغَانِ
طُوبَى لِمَنْ كُنَّا لَهُ وَكَذَاكَ طُو***بَى لِلَّذِي هُوَ حَظُّنَا
لَفْظَانِ
نَزِّهْ سَمَاعَكَ إِنْ أَرَدْتَ سَمَاعَ ذَيَّـ**ـاكَ الْغِنَا عَنْ هَذِهِ
الأَلْحَانِ
لا تُؤْثِرِ الأَدْنَى عَلَى الأَعْلَى فَتُحْـ**رَمُ ذَا وَذَا يَا ذِلَّةَ
الْحُرْمَانِ ... ›?
... إِن اخْتِيَارَكَ لِلسَّمَاعِ النَّازِل الْـ***أَدْنَى عَلَى الأَعْلَى
مِنَ النُّقْصَانِ
وَاللهِ إِنَّ سَمَاعَهُمْ فِي الْقَلْبِ وَالْـ****أَبْدَانِ مِثْلُ السُّمِّ
فِي الأَبْدَانِ
7 ـ
لماذا تتعمد الوقوع في فتنة النساء ؟؟،ألا تعلم أنّ في النساء على الواقع أم في
الصورة فتنة وأي فتنة متى ما نزعن حجاب الحياء وتعرضن للرجال بفتنتهن
ومفاتنهنّ؟؟؟، ولو لم تكن في الصور لذة فلماذا تعشقها وتدمن عليها، إنّ في النساء
فتنة قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من
النساء )) وفي كتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذري ((" النظرة سهم من سهام
إبليس من تركها خوفا من الله آتاه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه ))،أخي لا تتبع
خطوات الشيطان واحذرها،أخي اطرد خواطر السوء ولا تدعها تُعشعش في قلبك وما صادفك
من صور لا تتوقف عندها البتة بل سارع واقفز عنها واصرف بصرك ((إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا
إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ
)) واعلم أنّ البصر رائد القلب وقد قيل: وأنت إذا أرسلت طرفك رائدًا *** لقلبك
يومًا أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كلّه أنت قادر *** عليه ولا عن
بعضه أنت صابر
وقال الآخر :
كلُّ الحوادثِ مبدأها من النظرِ **ومُعظَمُ النارِ مِنْ مُستصغَر
الشَّررِ
كمْ نظرةٍ بلَغَت منْ قلْبِ صاحبِها** كمبلغِ السهْم بينَ القوسِ
والوتر
والعبدُ ما دام ذا طَرْفٍ يُقَلِّبُه ***في أعُين الغيْدِ مَوقوفٌ على
الخَطَرِ
يَسُرُّ مُقْلَتَهُ ما ضَرَّ مُهْجَته ***لا مَرْحباً بِسُرورٍ عادَ
بالضَّررِ
7 ـ هل ترضى أن تلقى الله وأنت مدمن صور
تغضبه ؟؟ ويضيع عليك بسببها ما الله به عليم من الأعمال الصالحة، وتقع في مهاوي
الردى، ألا تخشى أن تموت وأنت واقع في هذا المرتع القبيح ؟؟ فكيف ستقابل الله وكيف
تعتقد أنّ مصيرك سيكون ؟؟ قال الله تعالى: ((قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ
اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا
عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ
أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ
وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا
تَعْقِلُونَ (32)))..
فَيَا سَاهيًا فِي غَمْرِة الجَّهْلِ والْهَوَى ... صَرِيْعَ
الأَمَانِي عَنْ قَرِيبٍ سَتَنْدَمُ
أَفِقْ قَدْ دَنَى الوَقْتُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ ... سِوَى جَنَّةٍ
أَوْ حَرِّ نَارٍ تَضَرَّمُ
8
ـ هل تعلم متى تموت ؟؟ هل تعرف شاب مات من غير مرض؟؟ هل تضمن ان لا يحدث لك
مثل ما حدث له؟؟ أما تعرف أشخاص ماتوا فجأة بنوبة قلبية أو حادث سير أو رصاصة أو
نحوه؟؟، إنّ كل يوم تشرق شمسه على ابن آدم هو فرصة جديدة ليزيد رصيده من الحسنات
والقربات عند خالقه ومولاه فكيف بك تقضيها في تكثير سيئاتك وإضعاف إيمانك وتضييع
دينك وشرفك ، الم تعلم أنّ الإيمان ينقص بالمعصية كما يزيد بالطاعة..؟؟
فَبَادِرْ إذًا مَا دَامَ فِي العُمْرِ فُسْحَةٌ ... وَعَدْلُكَ مَقْبُوْلٌ
وَصَرْفُكَ قَيِّمُ
وَجُدَّ وَسَارِعْ وَاغْتَنِمْ زَمَنَ الصِّبَا ... فَفِي زَمْن الإمْكَانِ
تَسْعَى وَتَغْنَمُ
وَسِرْ مُسْرِعًا فَالْمَوتُ خَلْفَكَ مُسْرِعًا ... وَهَيْهَاتَ مَا مِنْهُ
مَفَرٌ وَمَهْزَمٌ
9 ـ هل سألت الله أن يصرف عنك هذا السوء
الذي تعلمه ،وهل صدقت مع الله في أن يُبعدك عن حمئته ، هل دعيت الله بخشوع :((
اللهم أغنني بحلالك عن حرامك وبفضلك عن من سواك )) ،وهل دعيته أن يصلح لك زوجتك فتفعل
كل ما تريد وإن قصرت فلا تنسى أن الدنيا دار امتحان فلما ترضى لنفسك السقوط فيه؟،
فلعل الله يريد لك درجات أعلاء بابتلائك بزوجتك .ومع هذا هل جربت هذا الدعاء
الجميل(( اللهم هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا))..لما لا تلهج به في سجودك و تتحرى له
أوقات الاستجابة ؟؟
10
ـ إذا لم تعجبك زوجتك فهل فكرت في الزواج مرة ثانية بدل أن تخسر الدنيا
والآخرة،تزوج واحرص في اختيارك وسيعينك الله،وإن رضيت فابحث عن واحدة من هذا الوسط
ترضي طموحك وتزوجها في الحلال و لو بالسر على أن تترك هذا المستنقع ،تكسب رضا الله
وتنجو من سخطه وتخلصها من أن تكون أحبولة للشيطان فتحصنها وتُعفها.وهنا كلمة
للزوجات أن يطعن أزواجهنّ في كل ما يطلبون ما دام أنّ ذلك ليس حراماً وإلا فإنّ
الزوجة تُصبح بدون شعور معينه للشيطان والساقطات على زوجها وحبيب قلبها الذي تُقصر
هنا في طاعته أيما تقصير،فالزوجة ليست خادمة تطبخ وتكنس وتغسل ولكنها قبل هذا كله حليلة
تُلبي كل رغبات زوجها في الحلال وتُسمعه من كلمات المحبة و الرضا ما يرضي طموحه
وليس في هذا عيب ولا حياء على العكس تماماً،فما أروع أن تمتزج روحيهما ويختلط
قلبيهما وكل يلبي لشريكه كل ما يحلم ويتمنى وسيجدا في هذا بهجة وأي بهجة ولذة وأي
لذة،وقد قيل :كوني له أمة يكن لك عبداً ..إنّ بعض النساء لا تطيع زوجها إلا في ما
ترضاه هي وهذا خلل في الطاعة ونقص في الحب ينبغي تركه على الفور((إن المُحبّ لمن
يُحبُ مُطيعُ ))،بل وعلى الأب والأم أن يلقنا هذا لابنتهما قبل أن تُزف إلى عريسها
و لا يقولا أنّ هذا لا فائدة منه أو يقولا أنها تعلم هذا من صويحباتها..و من منافع
هذا تقليل حالات الطلاق والخصام والحرمان..وتحقق الزوجة لزوجها العفاف والإحصان
ويُحقق لها مثل ما تُحقق له،وليحرص الزوج على هندامه ونظافته و إمتشاطه و اغتساله
و طيبه و ينتقي لها جميل الكلمات وحلو العبارات مثلما يبغي هذا منها ،قال الله
تعالى :(( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ
عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )).
11 ـ أخي أعص هواك ولا تتخذه لك إلهاً من
دون الله ((أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ)) واعلم أنّ من يطلب من
الله العفاف بصدق ويجاهد نفسه على هذا الطريق طريق العفاف يعفه الله و يُعينه و
ييسر أمره ويُصلح باله وحاله،فهل طلبت العفاف من الله وبابه مفتوح ؟؟ واعلم ان من ترك
لله شيئاً عوضه الله خيراً منه ..فاترك و تب واستغفر وأصر إصراراً على معصية الهوى
وعلى عدم العودة ،أخي.. اعص الهوى وابشر بالعوض من مالك الملك.وقد قال الرسول صلى
الله عليه وسلم: ((يا معشر الشباب : من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر
وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء))..
يا نفس توبي فإن الموت قد حانا ... واعصي الهوى فالهوى ما زال فتانا
أما ترين المنايا كيف تلقطنا ... لقطاً وتلحق أخرانا بأولانا
في كل يوم لنا ميت نشيعه ... نرى بمصرعه آثار موتانا
ما بالنا نتعامى عن مصائرنا ... ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا
نزداد حرصاً وهذا الدهر يزجرنا ... كأن زاجرنا بالحرص أغرانا
أين الملوك وأبناء الملوك ومن ... كانت تخر له الأذقان إذعانا
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا..مستبدلين من الأوطان أوطانا
خلوا مدائن كان العز مفرشها ... واستفرشوا حفراً غبراً وقيعانا
يا راكضاً في ميادين الهوى مرحاً ... ورافلاً في ثياب الغيِّ نشوانا
مضى الزمان وولى العمر في لعب ... يكفيك ما قد مضى قد كان ما كانا
12 ـ انك في فطرتك تحب الطاهرات العفيفات
ولكن الشيطان يزين لك القبائح و ما لا يليق بك ((فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ
أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)).. يقول
الإمام ابن الجوزي -رحمه الله-: الحذر الحذر من المعاصي فإنها سيئة العواقب،
والحذر الحذر من الذنوب خصوصًا ذنوب الخلوات، فإن المبارزة لله تعالى تسقط العبد من
عينه سبحانه ولا ينال لذة المعاصي إلا دائم الغفلة، فأما المؤمن اليقظان فإنه لا
يلتذ بها، لأنه عند التذاذه يقف بإزائه علمه بتحريمها وحذره من عقوبتها، فإن قويت
معرفته رأى بعين علمه قرب الناهي وهو الله فيتنغص عيشه في حال التذاذه فإن غلبه
سكر الهوى كان القلب متنغصًا بهذه المراقبات وإن كان الطبع في شهوته فما هي إلا
لحظة ثم خزي دائم وندم ملازم وبكاء متواصل وأسف على ما كان مع طول الزمان حتى إنه
لو تيقن العفو وقف بإزائه حذار العتاب فأف للذنوب ما أقبح آثارها وأسوء أخبارها
)).
13 ـ كل هذه الصور هي لغير المسلمين أو لمن
اغتر بمسلك غير المسلمين،أنت لك مهمة أخرى رائعة ممتعة في هذه الحياة أن ترث
الفردوس الأعلى لا أن تقاسم الكفار وأعوان إبليس في جهنم وبئس المصير .وقد قيل: ((عليك
بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين وإياك وطريق الباطل ولا تغتر لكثرة
الهالكين))..كن مع الله يكن الله معك ..كن لله كما يُريد يكن لك فوق ما تُريد..
14 ـ هل هذا يرضي الله: العرض و الفعل والتصوير و المشاهدة، فلما ترضى أن
تشاهد ما يغضب الله، والأصل ان تكون عندك غيره أن تُنتهك حرمات الله فتغضب و
يتمعّر وجهك لا أن تفرح وتطرب وتنفرج أساريرك، إنك من أمة قال الله عنها((كُنْتُمْ
خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنْكَرِ )) فكيف تأمر بالمنكر وترتاح وتستمتع به وأنت واجبك الأصلي أن
تكون ناهياً عنه آمراً بنقيضه ألا وهو المعروف،واعلم أنّ هذا الطريق المُشين النجس
لا منتهى له ففي كل وقت يجددون نتنهم وخبثهم فالمهم أن تعقد العزم أنت الآن ،نعم
الآن ،وتُرضي ربك بتوبة صادقة الآن وعزم على العودة مهما حصل،هل تبخل على ربك بالفرح
؟؟..إن الله تعالى يفرح بتوبتك ألا تفرحه جل وعلا وتخزي إبليس وتشهر في وجهه سيف
المحاربة الذي لا تغمده حتى تلقى الله وفي ذات الوقت تلتحق بقطار المنافسين
والمسارعين والمسابقين إلى الجنة والحور العين .
15 ـ هؤلاء الذين تغرم بصورهم ممن لا حض ولا
نصيب لهم في الجنة،إنهم من مجتمعات قد ضيعت وضاعت لديها قيم الشرف والطهر والأخلاق
وأصبح عندهم الغريب و الغريبة من يستمسكون بالعفة والطُهر والنقاء،مجتمعات قل فيها
الزواج وإن كان على غير طريقة الإسلام،هل تريد معهم في النار؟؟ و إنّ منزلة اقل
أهل الجنة ممن لا يدخل جهنم من يُعطى مثل هذه الدنيا خمسون مرة وله اثنتين من
الحور العين لا يمرض ولا تمرض ولا يشيخ هو ولا تهرم هي بل هما في سن 33 سنة على
الدوام ، في جمال ودلال يفوق الوصف،الم تسمع بوصف الإمام ابن القيم للحور العين ::
يَاخَاطِبَ الْحُورِ الحِسَانِ وَطَالِبًا **لِوِصَالِهِنَّ بِجَنَّةِ
الْحَيَوَانِ
لَوْ كُنْتَ تَدْرِي مَنْ خَطَبْتَ وَمَنْ طَلَبْ **تَ بَذَلْتَ مَا تَحْوِي
مِنَ الأَثْمَانِ
أَوْ كُنْتَ تَعْرِفُ أَيْنَ مَسْكَنُهَا جَعَلْ **تَ السَّعْيَ مِنْكَ
لَهَا عَلَى الأَجْفَانِ
أَسْرِعْ وَحُثَّ السَّيْرَ جَهْدَكَ إِنَّمَا** مَسْرَاكَ هَذَا
سَاعَةٌ لِزَمَانِ
فَاعْشَقْ وَحَدِّثْ بِالْوِصَالِ النَّفْسَ وابْ** ذُلْ مَهْرَهَا مَا
دُمْتَ ذَا إِمْكَانِ
وَاجْعَلْ صِيَامَكَ دُونَ لُقْيَاهَا وَيَوْ **مَ الْوَصْلِ يَوْمَ الْفِطْرِ
مِنْ رَمَضَانِ
وَاجْعَلْ نُعُوتَ جَمَالِهَا الْحَادِيْ وَسِرْ** نَحْوَ الْحَبِيبِ وَلَسْتَ
بِالْمُتَوَانِي
واسْمَعْ إِذَنْ أَوْصَافَهَا وَوِصَالَهَا **وَاجْعَلْ حَدِيثَكَ رَبَّةَ
الإِحْسَانِ
مِنْ قَاصِرَاتِ الطَّرْفِ لا تَبْغِي سِوَى **مَحْبُوبِهَا مِنْ
سَائِرِ الشُّبَّانِ
قَصَرَتْ عَلَيْهِ طَرْفَهَا مِنْ حُسْنِهِ **وَالطَّرْفُ مِنْهُ مُطْلَقٌ
بِأَمَانِ
وَيَحَارُ مِنْهُ الطَّرْفُ فِي الْحُسْنِ الَّذِي **قَدْ أُعْطِيَتْ فَالطَّرْفُ
كَالْحَيْرَانِ
وَيَقُولُ لَمَّا أَنْ يُشَاهِدَ حُسْنَهَا **سُبْحَانَ مُعْطِي الْحُسْنِ
وَالإِحْسَانِ
وَالطَّرْفُ يَشْرَبُ مِنْ كُؤُوسِ جَمَالِهَا **فَتَرَاهُ مِثْلَ الشَّارِبِ
النَّشْوَانِ
كَمُلَتْ خَلائِقُهَا وَأُكْمِلَ حُسْنُهَا **كَالْبَدْرِ لَيْلَ السِّتِّ
بَعْدَ ثَمَانِ
وَالشَّمْسُ تَجْرِي فِي مَحَاسِنِ وَجْهِهَا **وَاللَّيْلُ تَحْتَ ذَوَائِبِ
الأَغْصَانِ
فَيَظَلُّ يَعْجَبُ وَهْوَ مَوْضِعُ ذَاكَ** مِنْ لَيْلٍ وَشَمْسٍ
كَيْفَ يَجْتَمِعَانِ؟!
وَيَقُولُ سُبْحَانَ الَّذِي ذَا صُنْعُهُ **سُبْحَانَ مُتْقِنِ
صَنْعَةِ الإِنْسَانِ
لا اللَّيْلُ يُدْرِكُ شَمْسَهَا فَتَغِيبَ عِنْ **دَ مَجِيئِهِ حَتَّى
الصَّبَاحِ الثَّانِي
وَالشَّمْسُ لا تَأْتِي بِطَرْدِ اللَّيْلِ **بَلْ يَتَصَاحَبَانِ كِلاهُمَا
أَخَوَانِ
وَكِلاهُمَا مِرْآةُ صَاحِبِهِ إِذَا مَا شَاءَ يُبْصِرُ وَجْهَهُ
يَرِيَانِ
فَيَرَى مَحَاسِنَ وَجْهِهِ فِي وَجْهِهَا ***وَتَرَى مَحَاسِنَهَا
بِهِ بِعِيَانِ
حُمْرُ الْخُدُودِ ثُغُورُهُنَّ لآلِئٌ ***سُودُ الْعُيونِ فَوَاتِرُ
الأَجْفَانِ
والْبَرْقُ يَبْدُو حِينَ يَبْسِمُ ثَغْرُهَا ***فَيُضِيءُ سَقْفُ الْقَصْرِ
بِالْجُدْرَانِ
رَيَّانَةُ الأَعْطَافِ مِنْ مَاءِ الشَّبَا بِ** فَغُصْنُهَا
بِالْمَاءِ ذُو جَرَيَانِ
لَمَّا جَرَى مَاءُ النَّعِيمِ بِغُصْنِهَا ***حَمَلَ الثِّمَارَ كَثِيرَةَ
الأَلَوَانِ
فَالْوَرْدُ وَالتُّفَّاحُ وَالرُّمَّانُ فِي ***غُصْنٍ تَعَالَى
غَارِسُ الْبُسْتَانِ
والْقَدُّ مِنْهَا كَالْقَضِيبِ اللَّدْنِ فِي** حُسْنِ الْقَوَامِ كَأَوْسَطِ
الْقُضْبَانِ
فِي مَغْرِسٍ كَالْعَاجِ تَحْسَبُ أَنَّهُ **عَالِي النَّقَا أَوْ وَاحِدُ
الْكُثْبَانِ
لَا الظَّهْرُ يَلْحَقُهُ وَلَيْسَ ثُدِيُّهَا بِلَوَاحِقٍ لِلْبَطْنِ أَوْ
بِدَوَانِي
لَكِنَّهُنَّ كَوَاعِبٌ وَنَوَاهِدٌ فَثُدِيُّهُنَّ كَأَحْسَنِ
الرُّمَّانِ
والْجِيدُ ذُو طُولٍ وَحُسْنٍ فِي بَيَا ***ضٍ وَاعْتِدَالٍ لَيْسَ ذَا
نُكْرَانِ
يَشْكُو الْحُلِيُّ بِعَادَهُ فَلَهُ مَدَى الْ** أَيَّامِ وَسْوَاسٌ مِنَ
الْهِجْرَانِ
والْمِعْصَمَانِ فَإِنْ تَشَأْ شَبِّهْهُمَا بِسَبِيكَتَيْنِ
عَلَيْهِمَا كَفَّانِ
كَالزُّبْدِ لِينًا فِي نُعُومَةِ مَلْمَسٍ ***أَصْدَافُ دُرٍّ
دُوِّرَتْ بِوِزَانِ
وَالصَّدْرُ مُتَّسِعٌ عَلَى بَطْنٍ لَهَا وَالْخَصْرُ مِنْهَا مُغْرمٌ
بِثَمَانِ
وَعَلَيْهِ أَحْسَنُ سُرَّةٍ هِيَ زِينَةٌ لِلْبَطْنِ قَدْ غَارَتْ
مِنَ الأَعْكَانِ
حُقٌّ مِنَ الْعَاجِ اسْتَدَارَ وَحَشْوُهُ حَبَّاتُ مِسْكٍ جَلَّ ذُو
الإِتْقَانِ
وَإِذَا نَزَلْتَ رَأَيْتَ أَمْرًا هَائِلاً مَا لِلصِّفَاتِ عَلَيْهِ مِنْ
سُلْطَانِ
لا الْحَيْضُ يَغْشَاهُ وَلا بَوْلٌ وَلا شَيءٌ مِنَ الآفَاتِ فِي
النِّسْوَانِ
فَخِذَانِ قَدْ حَفَّا بِهِ حَرَسًا لَهُ فَجَنَابُهُ فِي عِزَّةٍ
وَصِيَانِ
قَامَا بِخِدْمَتِهِ هُوَ السُّلْطَانُ بَيْ نَهُمَا وحَقٌّ طَاعَةُ
السُّلْطَانِ
وَهُوَ الْمُطَاعُ إِذَا هُوَ اسْتَدْعَى الْحَبِي **بَ أَتَاهُ
طَوْعًا وَهْوَ غَيْرُ جَبَانِ
وَجِمَاعُهَا فَهُوَ الشِّفَاءُ لِصَبِّهَا ***فَالصَّبُّ مِنْهُ
لَيْسَ بِالضَّجْرَانِ
وَإِذَا أَتَاهَا عَادَتِ الْحَسْنَاءُ بِكْ ***رًا مِثْلَ مَا كَانَتْ
مَدَى الأَزْمَانِ
وَهُوَ الشَّهِيُّ أَلَذُّ شَيْءٍ هَكَذَا ***قَالَ الرَّسُولُ لِمَنْ لَهُ
أُذُنَانِ
يَا رَبِّ غَفْرًا قَدْ طَغَتْ أَقْلامُنَا يَا رَبِّ مَعْذِرَةً مِنَ
الطُّغْيَانِ
أَقْدَامُهَا مِنْ فِضَّةٍ قَدْ رُكِّبَتْ مِنْ فَوْقِهَا سَاقَانُ
مُلْتَفَّانِ
وَالسَّاقُ مِثْلُ العَاجِ مَلْمُومٌ بِهِ مُخُّ الْعِظَامِ تَنَالُهُ
الْعَيْنَانِ
والرِّيحُ مِسْكٌ والْجُسُومُ نَوَاعِمٌ والْلَّوْنُ كَالْيَاقُوتِ
وَالْمَرْجَانِ
وَكَلامُهَا يَسْبِي الْعُقُولَ بِنَغْمَةٍ زَادَتْ عَلَى الأَوْتَارِ وَالْعِيدَانِ
وَهِيَ الْعَرُوبُ بِشَكْلِهَا وَبِدَلِّهَا وَتَحَبَُبٍ لِلزَّوْجِ كُلَّ
أَوَانِ
فَاجْمَعْ قُوَاكَ لِمَا هُنَاكَ وَغُضَّ مِنْ ***كَ الطَّرْفَ
وَاصْبِرْ سَاعَةً لِزَمَانِ
مَا هَاهُنَا وَاللهِ مَا يَسْوَى قُلا ***مَةَ ظُفْرِ وَاحِدَةٍ مِنَ
النِّسْوَانِ
وَنَصِيفُهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا إِذَا كَانَتْ مِنَ
الأَثْمَانِ
لَا تُؤْثِرِ الأَدْنَى عَلَى الأَعْلَى فَإِنْ تَفْعَلْ رَجَعْتَ بِذِلَّةٍ
وَهَوَانِ
وَإِذَا بَدَتْ فِي حُلَّةٍ مِنْ لُبْسِهَا وَتَمَايَلَتْ كَتَمَايُلِ
النَّشْوَانِ
تَهْتَزُّ كَالْغُصْنِ الرَّطِيبِ وَحَمْلُهُ وَرْدٌ وَتُفَّاحٌ عَلَى
رُمَّانِ
وَتَبَخْتَرَتْ فِي مَشْيِهَا وَيَحِقُّ ذَا ***كَ لِمِثْلِهَا فِي جَنَّةِ
الرِّضْوَانِ
وَوَصَائِفٌ مِنْ خَلْفِهَا وَأَمَامِهَا ****وَعَلَ