عاد الكرت المحروق إلى ارض السعيدة وهي تكاد تطوي آخر السواد التي ارتدته وتسربلته في العقد والنصف الأخير من عهده الذي انتهى به كشخص و (مؤسسة حاكمة تدعي الصلاح ) إلى مستبد متعجرف محروق ، وبشعبه إلى ثائر حر مارد شرس في وجهه الدموي بثورته السلمية الشبابية الشعبية المتصاعدة الوهج .
و الأرجح أنّ عودته إما مطروداً طرداً ملكياً اثر لقاء 19 سبتمبر المتزامن مع حمام دماء الشرفاء الأبرياء في صنعاء في ظل عدم استجابته للمبادرة الخليجية التي تهدف في المحصلة الأخيرة إلى إبعاده بسلام له وللوطن عن كرسي السلطة كشخص وكمؤسسة حاكمة تدعي الصلاح كذلك ، أو انه قد أدى في اللقاء يمين الطاعة باعتباره أميراً لإمارة سعودية جديدة اسمها اليمن والحال انه قد رضي بفعل الفعل الثوري اليمني المتصاعد بان يكون أميراً في اليمن بدل ان كان ملكاً ـ كما يعتقد هو وكما تدل أعماله ـ لعل هذا القبول يبُقيه على كرسي السلطة والتسلط ويوفر له فرصة للانتقام.
وأحسن الاحتمالات أن يكون قد عاد لا للحكم و
لكن للشروع الحقيقي في تنفيذ المبادرة الخليجية وقد أعذرت الثورة وأنذرت وأظهرت
قدرتها الميدانية على الشروع في الحسم وقد ظهر ذلك في السيطرة على شوارع محرمة
بأمر ممن يستحل الدماء اليمنية و سيطرت على مكتب (ولي العهد أحمد) وقد كاد أن
يحرقه بعض زبانيته لإخفاء وثائق تدينه وتدين أبيه ونظامه ، كما يتم هذا الشروع بعد
أن رفض اللقاء المشترك ـ كواحد من قوى الثورة ـ مقابلة أمين عام مجلس التعاون
الخليجي في زيارته الأخيرة كمؤشر نهائي على نفاد صبر اللقاء المشترك على الجهد
الخارجي كوسيلة لنقل السلطة سلمياً إلى أيدي الثوار الأمناء على مصالح اليمن .
وفي كل الأحوال فان الثورة ماضية بثبات نحو النصر المؤزر
فلا تستطيع قوة في الأرض ان تمنع شعباً من الحياة بعزة ومنعة وشرف وقد أرادها
وأمهرها أغلى مهر من أرواح بنيه ودمائهم وأشلائهم شهداء أبرار ميامين وجراحاتهم
وتضحياتهم بالغالي والنفيس نبلاء يفدون المبدأ والوطن المُفدى من اجل وطن سيد
ينقشع عنه ليل الظلم والظلم القهر والحرمان ، وان غداً لناظره لقريب.. والله غالب
على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..