الأخبار العالمية


في خطوة مفاجئة تعكس تغيّر الحسابات الأميركية تجاه الملف السوري، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية إلغاء تصنيف "هيئة تحرير الشام" كمنظمة إرهابية أجنبية، بعد سنوات من إدراجها ضمن قوائم الإرهاب منذ عام 2012.

القرار الذي صدر عن إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، سيُصبح نافذًا ابتداءً من الثلاثاء 8 يوليو، وفقًا لإشعار رسمي نشرته الخارجية الأميركية، لتُنهي بذلك أكثر من عقد من التصنيف الذي ارتبط بتاريخ معقد للجماعة المسلحة.

"هيئة تحرير الشام"، المعروفة سابقًا بـ"جبهة النصرة"، كانت واجهة الفصائل الجهادية في سوريا، وارتبطت سابقًا بتنظيم "القاعدة"، قبل أن تعلن فك ارتباطها به عام 2016، وتخوض لاحقًا سلسلة تحولات تنظيمية وهيكلية انتهت بتغيير اسمها وتبنّي خطاب مختلف.

ومع نهاية ديسمبر الماضي، أعلنت الفصائل السورية المسلحة - وفي مقدمتها "تحرير الشام" - حلّ تشكيلاتها واندماجها في الجيش السوري الجديد الذي يتبع لوزارة الدفاع بقيادة مرهف أبو قصرة، في خطوة بارزة أعقبت نجاح عملية "ردع العدوان" التي أطاحت بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

وكانت "هيئة تحرير الشام" اللاعب الرئيسي في العمليات الميدانية والمعارضة المسلحة، إذ تولّت قيادة الفصائل خلال المعارك الحاسمة، واعتُبرت لفترة طويلة القوة الأكثر تأثيرًا على الأرض.

قرار إلغاء التصنيف، الذي أبقته إدارة بايدن دون تغيير طوال ولايتها، يُعيد فتح النقاش حول مستقبل الجماعة في خارطة التحالفات الإقليمية، وقد يفتح أمامها أبواب الانخراط في المشهد السياسي السوري الجديد، في حال استمر مسار التحول الذي بدأته.

وفي ظل هذا التحول، تبقى التساؤلات قائمة: هل تمهد واشنطن لمرحلة جديدة من الانخراط مع قوى كانت بالأمس تُصنف على قوائم الإرهاب؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص