الوهم السياسي لايبني وطن

لايزال البعض يصدر الوهم بعيد عن الواقع وينسج الخيال ويظن أنه يصنع وطن وهذا محال سواء عبر آلته الإعلامية المأجوره ام عبر أبواقه المنتشره في كل مكان .
ويعرف الوهم السياسي بأنه اعتقاد جماعة من الناس أن بمقدورهم عبر القوة تشكيل الواقع على هواهم وعلى قد وعيهم الزائف بالتاريخ، دون الاعتداد بالواقع والشروط الموضوعية، ودون الأخذ بعين الاعتبار الثمن الإنساني الذي يمكن دفعه مجاناً لتحقيق ذلك الوهم.
إن التسويق للوهم السياسي عبر الشعارات الزائفة والعناوين البراقة لن يجدي نفعا ولن يصنع مجدا بل سيؤدي لنتائج سلبية وصدمات نفسية سيعاني منها المجتمع بالمستقبل وسوف يصاب أنصار ذلك المكون بالإحباط والملل من الطرح غير العقلاني ولا منطقي بسبب غياب العقل السياسي المدبر وانعدام الرؤية البينة والواضحه .
إن التخدير العجيب والإيمان الزائف والحب الأعمى الذي يعيشه البعض ظن منهم أنهم على خطى استعادة أمجادهم ودولتهم بقولهم (أقترب الوعد ) يعد وهم قاتل و تفكير رغبي واندفاع عاطفي يستغله الطرف الكفيل والممول لصالحه لتحقيق أهدافه ومأربه ومطامعه وبنهاية سيعود ثوار الدفع المسبق بخفي حنين وسيبكي البسطاء على الاطلال وسيندمون ولات حين مندم.
فكل الدعوات الضآلة والمشاريع الهدامه ستجد لها ملاذ آمن وبيئة خصبة للكثير من الدول الطامعه لتنفيذ مشاريعها وتحقيق طموحها وسوف تستخدم ثلة من مدفوعين الأجر والشعب سيعاني ويلات الفقر والجوع والفاقه وسيدمر كل شي تارة بشعارات مناطقية وأخرى جهوية وينتشر التخوين وسوف نصبح ضحيه بوطن تجرع فيه أبنائه كل صنوف الظلم والقهر والتهميش .
ليس أمام الطرف المتشدق بقوة السلاح ودعم الخارج إلا الاستفادة من التاريخ ودروسه والتفكير بموضوعية والتخلص من التفكير الرغبي و العودة لجادة صوابه والتخلي عن الغطرسة والجلوس لطاولة الحوار بعيدا عن هيمنة الكفيل وإملائته المشوومة .
وكذلك لاخيار أمام جميع القوى الوطنية الجنوبية إلا مواجهة المشاريع المتخبطه والأهداف الواهيه والوهم المتبلد إلا بمشروع وطني حقيقي رصين بعيدا عن تسويق الوهم يضمن بناء مؤسسات الدولة وتقديم خدمات للمواطنين ليعم العيش الرغيد والحياة الكريم في ربوع الوطن .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص