( المياه السوداء ) .. وإجرام شركة ( توتال ) في أرض حضرموت…

عشرون ( 20 ) عاماً من النهب المتواصل عملت خلاله شركة ( توتال ) الفرنسية سيئة الصيت والسمعة على امتصاص خيرات أرض ( حضرموت ) ..

لكنها بدلاً عن ذلك أهدت أهل حضرموت مزيداً من السرطانات والأمراض وشتى أشكال التلوث البيئي ..!!

كل ذلك كان يجري في طي السرية والكتمان بتواطؤ متعمد من الحكومات المتعاقبة على الحكم في البلاد .. إلى أن قيّض الله أحد الصحفيين الفرنسيين

ليسفر عن الوجه القبيح للشركة الفرنسية وما فعلته بالأرض والإنسان طيلة السنوات العشرين المنصرمة ..!!

تخيلوا معي ما حدث طيلة الـ ( 20 ) عاماً من الإجرام منقطع النظير .. لقد تم سكب ودفن آلاف الأطنان وملايين اللترات من المواد الكيميائية السائلة السامة ( المياه السوداء ) في الأودية القريبة من مواقع عمل الشركة ..!!

غارت تلك السموم الخطيرة تحت الأرض لتلوث مياه الشرب ممثلة بالمياه الجارية والمياه الجوفية والأراضي الزراعية وليتبخر منها كميات أخرى في الهواء ويستنشقها الناس ..

لتظهر أعداد كبيرة من الإصابات بأمراض السرطان بلغت حسب بعض التقديرات ما معدله ( 200 ) حالة سنوياً ..!!

لقد تضررت الأرض والمياه والهواء والإنسان والحيوان حتى اختفى النحل وماتت الطيور .. وطالت أسباب التلوث مساحات واسعة من الأراضي المحيطة

ليتأثر الجميع بذك الفعل اللا مسئول الخالي من أبسط معاني الإنسانية ناهيك عن الالتزام بالقوانين واللوائح التنظيمية المراعية للحالة البيئية والاجتماعية ..!!

لو كُشفت تلك الفضيحة البيئية المجلجلة في أي بلد آخر لرأينا الكثير من التحرك الرسمي والشعبي ولتمت المطالبة بمحاكمة ومعاقبة مسئولي الشركة وتغريمها الكثير لدفع التعويضات ..

لكن مع حجم هذه الكارثة المهولة لم نلمس ذلك الحراك والزخم الذي يتناسب معها من قبل الجهات المسئولة في المحافظة على أقل مستوى ..!!

وهكذا لا تزال ( حضرموت ) الأرض والإنسان تلقى جزاءها غير العادل من النكران والإهمال والموت البطيء من قبل مسئوليها وكوادرها المتواطئين مع الفساد قبل أعدائها الخارجيين ..

بالرغم مما تقدمه من ثروات ومقدرات وإيرادات كبيرة كانت كفيلة بجعل شعبها ينعمون بموفور الصحة والعافية لا أن يئنّون تحت مطارق الفقر والمرض ..!!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص