لو لم يكن إلا بالشعر يا غزة

السيفُ أصدقُ إنْ لم يكذبِ الغضبُ
والسيفُ أكذبُ إن لم يصدق العَربُ
بِيضُ الصفائح ما اهتزت لمظلمةٍ
وفيلقُ القدسِ راموزٌ هو الكذبُ
سودُ الصحائفِ لم ترسم لأمتنا
مجدا تليدا بل الإذلالُ والجَرَبُ
سلم على غزة الثكلى وسائلَها
عفوًا فقد حَطَّمتْ أرواحَنا الحِقبُ
لله درك ما أبقاك شامخة
ما هزًّك الظلمُ والعدوان والكُرَبُ
لله درك ما أحياك باسلة
أنت البطولة والإسلامُ والعَربُ
أنت الشهامة والأخلاق والقيمُ
أنت الرجولةُ والإقدام والشُّهبُ
يا قدس عذرا فقد ماتت ضمائرُنا
ماتت كرامتنا والعزُّ والحسبُ
لا تسألي عن صلاح الدين أسئلةً
يَدْمَى الجوابُ وجُرْحُ القلبِ يلتهب
لا تسألي اليوم عن حطينَ هل
دارتْ رحاها وهل ضاقت بها النُّجُبُ
قبرُ المثنى غدا قبرًا لنخوتنا
وخيلُهُ سقطت لم يعلها الغَلَبُ
وسيفُ معتصمٍ ما هُزَّت مضاربه
شوقًا إلى الفتح بل قد هزَّهُ اللعبُ
ماذا دهى أمَّةَ المليار إذ سقطت
وروحها في حضيض الوحلِ تنتحب
جيوشنا ملءُ سَمْعِ الكون إن عُرضتْ
في محفلٍ هَالكَ الإقدامُ والخُطَبُ
لكنْ إذا دَهَمَ العدوُّ أبصرتَها
لاذتْ فرارًا وفي الأعماق تنسحب
جيوشنا عن حياض القدس عاجزةٌ
عن دفع مغتصبٍ يحميه مغتصبُ
تسعون ألفًا لعَمُّورية اتقدوا
وكذَّبوا قولةَ التنجيمِ والتهبوا
ساروا فسارَ جميعُ الكونِ خلفهمُ
لبوا نداءً فكان النصرُ والغلبُ
واليوم مليارٌ ومليارٌ وما بلغوا
نُضجًا وقد أُكل الزيتونُ والعنبُ
مَنْ ذا يُصدِّق استسلام أمتنا
ونحن شعب أبي مارد حرب
وما تمزقَ قلبُهُ من غيظهِ حِمَمًا
مِنْ صوتِ طفلٍ يبيتُ الليلَ ينتحبُ
يرى عمائرنا الكبرى مهدمةً
وتحت أنقاضها شعبٌ قد اصطربوا
يا رَبِّ غزةُ تحت النار صامدةٌ
والبغيُ مستأسدٌ فيها ومغتصبُ
فهل عساك إلهي مخرجا مددا
يبدد الظلم أو ينهي الذي غصبوا
أدرك عبادك إن الخطب محتدم
ولا نصير سواك حين نضطرب
قد عاث في أرض السلام محاربًا
شعبًا كريما إلى الإسلام ينتسب
يا شعبَ غزةَ كن بالله معتصما
وارفعْ يديك فما خاب الأُلى اقتربوا
عسى الليالي التي كابدتمُ وَجَعًا
تكون ذخرًا ليوم الحشر تُصْطحبُ
عسى المآسي التي قد ذقتمُ ألمًا
تكون برْدا ليوم السعد تُحْتَسبُ
عسى الدموعُ التي سالت بأعينكم
تكون غيثًا ليوم النصر تنسكبُ

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص