يا أهل غزة يا رجال الوغى

يا أهل غزة يا رجال الوغى يا صانعي الأمل الجديد وباعثي فينا بقايا النخوة والرجولة من حالة الاحتضار.

يا أهل غزة يا جنود الرحمن ومن تبقى من حملة الايمان في هذا الزمان.

يا أهل غزة ياشعاع الأمل الذي انبعث من تحت الركام ومن عمق المأساة.

يا أهل غزة يا ثبات الايمان في وجه عواصف البغي والظلم والعدوان.

يا أهل غزة يا روح سرت في جسد الأمة من جديد فأعادت فيها معنى الحياة وقيمة العيش بين الناس.

يا أهل غزة يا بوابة النصر والفتح الجديد الذي وعد الله به عباده المؤمنين.

يا أهل غزة يا أجمل ماتبقى في هذه الحياة البائسة المكفهرة الظالمة. ولولاكم لكان الموت أفضل وأشرف وأجمل وأعز.

باسم مئات الملايين ممن اسعدتموهم اقول لكم لم تكونوا وحدكم يوم السابع من أكتوبر وأنتم تجاوبون غلاف غزة وتدونون أول سطور سفر العزة الذي بدأت أول فصوله تشق طريقها على أرض الواقع في تلك اللحظات.

لم تكونوا لوحدكم منذ أن بدأتم مسيرة اعدادكم لساعة المواجهة منذ زمن طويل.

لم تكونوا لوحدكم وانتم تعدون العدة وتصنعون أسباب النصر وتهيئون له النفوس المؤمنة الصادقة.

كلا .. فخلفكم ملايين مملينة لم تفتر تلهج السنتهم لكم بالدعاء، وتتضرع لكم صباح مساء.

خلفكم أمة تشاطركم اللحظة باللحظة وتتابع اخباركم وقد تعلقت بكم قلوبهم. صغاراً واكبارا رجال ونساء.

لستم وحدكم وان كنتم الطليعة الأولى ورأس الحربة ومفتاح بوابة الشرف والعزة.

ثقوا أن هذه المعركة ليست معركة عدة وعتاد وأسباب مادية فقط، بل هي معركة إيمان، وتقوى، ودعاء وتوفيق، وأرواح يشد بعضها بأس بعض.

ثقوا أن قلوباً مؤمنة كانت تحفكم من كل اتجاه فتربط على قلوبكم وتعزز من معنوياتكم .

ثقوا أن أرواحاً طاهرة من أقطاب الأرض كانت تحيط بكم وتحرس ثغوركم على الدوام.

ثقوا أن صلابة ايمانكم، وقوة عزيمتكم، ورشد تصرفاتكم، وحنكة مواقفكم، وسداد رأيكم. إنما هو بفعل تراكم دعوات تراويح المساجد العامرة بالمصلين، الراكعين الساجدين، وتهجدات العبّاد في الأسحار، وتضرعات الجمع والاعياد في جميع الدول والأمصار، وأمنيات الصالحين ، وابتهالات الصادقين ، وهتافات الاطفال والبنين ، وتوسلات النساء والمستضعفين، وتوجعات المكلومين في عموم بلاد الإسلام والمسلمين. فلم تنساكم الأمة ولك تغفل عنكم ولو ساعة من نهار، أو هجعة من أسحار.

ولا يضركم من خذلكم من ربائب الاستعمار وأذنابه ، فهم أوهن من بيت العنكبوت في معركة الأرواح المجندة مع عباد الرحمن الذين ابتعثهم الله لتحقيق وعده الناجز مع بني صهيون.

لا يضركم من خذلكم كما قال نبيكم، فهذه معركة الثقة بالله وحده، والاعتماد عليه وعلى جنده. هذه معركة محسومة سلفاً بنص القرآن: ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) والكل يشهد لكم بالإيمان. والصدق والإخلاص والإتقان.

لقد أظلمت الأرض واستحكم عليها المجرمون، فكان حقاً على الله أن يبعث بفرج من عنده يحق به الحق ويبطل به الباطل فكنتم أنتم المعجزة التي سيحقق به الله المنى، ونحن عليها من المشاهدين.

فهنيئاً لكم الشرف العظيم، وقوى الله قلوبكم على تحمل القرح الأليم، لكنكم على موعد مع نصر رباني مذهل ينسيكم كل ما أصابكم ويذهب عن قلوبكم غيض السنين، ويشفي صدوركم وصدور قوم مؤمنين.

ختاماً يا أهل غزة، إن عيوننا شاخصة إليكم، وآمالنا منعقدة بعد الله عليكم، أن تخلصونا مما نحن فيه، فنحن تحت الحكم الذاتي قابعون، وجيوشنا أجهزة شرط فوقنا قاهرون. ودولنا كنتونات صنعها الأعداء، وسيجوها بالأسلاك والحواجز والأضواء، إننا تحت نير الاحتلال واقعون. ننتظر الفرج أن يأتي إلينا على أيديكم فقد سئمنا حياة الذل والارتهان. لا مخلص لنا الاكم أيها الأبطال فقد طال بنا الانتظار.

يا أهل غزة، نرى فيكم جيشنا المخلص، وفوارس احلامنا التي ستعيد لنا حريتنا وكرامتنا وانسانيتنا . فعجلوا علينا عجل الله لكم بالنصر والتمكين.
فأنتم أول من ذاق طعم الحرية، وأنتم أول من عاش حقيقة التحرير . فلا تبخلوا علينا،

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص