منذ تأسيس ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا، لم يتوقف خطاب المجلس الانتقالي الإعلامي والسياسي عن الترويج لما يسمى بـ"حل الدولتين" والسعي لفصل الجنوب عن الشمال، غير أن السنوات كشفت شيئا فشيئا هشاشة هذا المشروع وزيف شعاراته، ومع كل خريف سياسي تتساقط معه أوراق القيادات التي كانت تتغنى بالانفصال، بعد أن أدركت أن الوحدة اليمنية تبقى الخيار الآمن والمخرج الوحيد لحياة مستقرة وكريمة.
التصريح الأخير لوزير الخارجية اليمني الدكتور شائع الزنداني الضالعي، الذي أكد فيه "عدم وجود ما يسمى بحل الدولتين"، مثّل صدمة قوية داخل صفوف الانتقالي وأنصاره، بعدما كشف التناقض الصارخ بين خطابهم الإعلامي وبين حقيقة الاتفاقات التي وقعوا عليها، وعلى رأسها اتفاق الرياض، الذي ينص بوضوح على مبدأ المشاركة السياسية ضمن إطار الشرعية اليمنية، لا خارجها.
ردود الفعل الغاضبة من ناشطي الانتقالي لم تخفي حقيقة التخبط الذي يعيشه المجلس، والذي حاول التغطية عليه ببيان متناقض زاد الطين بلة، وأعاد إلى الأذهان ازدواجية مواقفه وتناقض وعوده لجماهيره.
أما رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، فقد آثر الصمت هذه المرة، مدركا حساسية المرحلة وحدود تحركاته، خصوصا في ظل حراك دبلوماسي غير معلن يتجه نحو تسوية سياسية شاملة قد تتجاوز مشروعه الانفصالي برمته.
الأيام القادمة تبدو قاسية على المجلس الانتقالي، الذي يواجه ارتدادات خطابه المتناقض ونتائج بيع الوهم لأتباعه، في وقت باتت فيه الحقائق تتكشف، لتؤكد أن ما بُني على الوهم لا يصمد أمام منطق الدولة ووحدة المصير اليمني.

