يوم 30 من نوفمبر ذكرى عظيمة أشرقت فيها شمس الاستقلال والحرية على ربوع الوطن ، بعد غروب طويل وكفاح مستميت قاده الآباء والأجداد على رمالنا الطاهرة وجبالنا الشاهقة بوسائل متواضعة حفاظا على قدسية الأرض وكرامة الشعب والوطن.
ثاروا جميعا وخرجوا موحدين ظنا منهم انه سيكون بداية لعهد استقلال وطني وخاتمة لكفاح خاضه أبناء السعيدة وتشاركوا في طرد المستعمر حينما توحدت قلوبهم قبل اراضيهم .
تغنيننا كثيرا بذلك اليوم .. ومازلنا !! لكنه في الحقيقة لم يكن استقلالا بمعناه الصحيح فثمة لصوص حولوا الثلاثين من نوفمبر بداية لعهدهم الجديد المفعم بالفساد والطغيان والظلم ، وإن كان في اليوم نفسه تم أيضا الإعلان-عن طرد اخر مستعمر بريطاني ، لتبدأ مرحلة تاريخية جديدة عنوانها الأكبر: "الاستقلال" ومضمونها الخفي "الاستغلال"..
إن المتتبع لتلك الأوضاع منذ العهد المسمى بــ"الاستقلال"، وأسلوب من نصبوا أنفسهم قادة لشعبها-في يوم من أيام الاستغلال-يعلم يقينا أن عهد ذلك"الاستقلال"عن المستعمر الخارجي الذي أعلن عنه لم يعمر طويلا، حيث بدأ عهد الاستغلال من المستبد الداخلي ينمو سريعا في وطن تم استعماره من طرف أبناء غير مباركين عليه.
وأخشى مااخشاه ان تعود هذه الكرّة !!! خاصة واننا نرى تلك الزعامات والافكار التي حكمت تلك الحقبة ومابعدها تظهر نفسها من جديد بصورة المخلص والمنقذ العظيم وتذرف دموع التماسيح على وطن هي أحد أسباب نكبته ودماره ؟؟. متخذه من 30 نوفمبر يوما للتخلص من الاحتلال الثاني – حسب وصفهم – مستغلة سوء الاوضاع وانتشار الظلم والفساد والرشوة والغياب الواضح لمقومات الدولة .. تلك الدولة التي كلما بزغ من نورها شيئا سرعان ماتحجبه أيادي المارقين والنافذين والان الطائفيين . وبدعوات التخلص والثورات او العودة للأمجاد .. سبحان الله .. .
يتكرر هذه اللعب على عواطف المواطنين واستغلالها وجعلهم يترقبون تواريخ وكانها مواسم وطقوس فالتواريخ نفسها لاتتكرر .. ولكل انتصار اوحدث تاريخ يصنعه ابناءه لا ينتظرون ان يساق اليهم بنفس مواعيد احداث سابقة .
يوم من الدهر لم تصنع اشعته شمس الضحى بل صنعناه بايدينا
سنة الله في ارضه أن الظلم لن يدوم والوطن يستحق منا أن نقف معا لنبنيه .. لقد كانت لوحة الجماهير اليمنية وهي تشجع وطنها في مدرجات استاذ الرياض وامام الشاشات في صنعاء وعدن وتعز والمكلا هي الاصدق من كل الفعاليات الثورية والخطابات الزائفة .
سيأتي اليوم الذي يرفع فيه أسم الوطن عاليا ، حتما سيأتي يوم الاستقلال الحقيقي لا الاستقلال الزائف..وإن غدا لناظره قريب!!.
بقلم : محمد باجابر