تحرروا ... تتحررون

ان الصورة التي رسمها الشعب اليمني بالجنوب في الـ30 من نوفمبر كانت رسالة ممن يطالب بحقوق ضاعت في زمن الظلم والطغيان في السنين الماضية التي كان يحكمها نظام كهنوتي واليوم هذه الرسالة من أبناء الجنوبيين رسمت في أذهان العالم انه شعب لا يمكن لأحد أن يقهره ، شعب ذو إرادة ثورية قوية يغرسها الآباء في نفوس أبنائهم عبر مرافعات متكررة في ساحات التظلم أمام قضاء العالم وحاكمهم رب البرية العادل في قضاه ، لكن هذه الإرادة وضعت قضيتها بين أيدي متاجرين بالعدالة مروجين لأشخاصهم منفذين رغبات من يرعاهم.


ان القضية الجنوبية تعتبر قضية أولية من أولويات القضايا في اليمن التي نوقشت بجد في مؤتمر الحوار الوطني وهي يراد بها التحرر من الظلم والاستبداد الحاصل في الجنوب وهذا يقتضي من أبناء الجنوب وقياداته التجرد لهذه القضية والتحرر من كل ما يعيق الوصول بها الى العدالة وان حلها لا يمكن أن يكون بالعنف لان الشعب الجنوبي تجرع هيهات العنف والاقتتال في السنين الماضية واكتفى بقدر منها ، فلابد من وضع إستراتيجية سياسية يتفق عليها الجميع في الجنوب تحارب ما سبب العناء لهذا الشعب من سابق ، بعيداً عن المزايدات والمماحكات السياسية الغير مجدية للقضية الجنوبية مما يزيد الألم في الجنوب.


ان من يصنعون خيال واسع في مخيلة المواطن الجنوبي وأوهام غير منطقية للشعب لابد ان نتحرر منهم لان من مصلحتهم بقاء شعب الجنوب العظيم على ما هم عليه وفق مصلحتهم والانتقام من الماضي فلا يريدون ان يصنعوا مستقبل لأجيال أتت بعدهم ولا يحبذون للآخرين النهوض بالجنوب برؤاهم ، مستخدمين سياسة تسترشد الى إضعاف الشعب في الجنوب بظهور أصوات متقاطعة غير متوازية كلها تنادي بقضية شعب الجنوب وفي تحقيق إرادة أبناء الجنوب وتمثيله.
ان هذه الأصوات لا يمكن ان تسير بالشعب الى مبتغاه من العدالة الاجتماعية والعيش الهني ما لم يسيران في خطين متوازيين و التحرر من هذه الأصوات والالتفات الى صوت العقل والمنطق مما يجعل من شعب الجنوب وقضيته العادلة في تقدم وفق إرادة الشعب وصدق نوايا من يقود.


فبالتحرر من الانقسامات الداخلية في الجنوب التي تجعلنا أقل قوة وغير متحديين في مطلبنا نكون قوة يسمع العالم بصيتها ومطلبها ، والتحرر من كثرة القيادات منها الحقيقية ومنها الوهمية تجعلنا نقود بقضيتنا الى مراكز القوة والقرار في العالم لأنهم يدركون مع من سيتحدثون وهذا يبعدنا عن ناقوس الفشل وسبب الهزيمة التي وضعت لإضعاف القضايا والقوى العسكرية التي استخدمت في السابق من خلال فرق تسد.


فلابد ان نتحرر من كل هذا من اجل ان نتحرر من الظلم والاستبداد.

بقلم : رائف عمر رويقي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص