فين تروح .. يا قاتل الروح .. ؟!!

طالعتنا الأنباء عن مبادرة يبدو فشلها المتوقع من أول وهلة إذ أنها تأتي من رأس الأفعى المخلوع علي عبد الله صالح سيئ الصيت، فقد اعترف المحروق أخيراً على حد قول الأخبار بهزيمته ووافق على الرحيل عن البلاد مقابل استقرار الأوضاع في اليمن، مع أنني واثق تمام الثقة أن الهدف ليس استقرار اليمن وإنما النفاد بجلده ليعاود الكرة مجدداً. ومع أن المخلوع أجرى اتصالات كثيرة مع عدة أطراف خارجية عارضاً الرحيل كما أوضح عرّابه وخادمه المخلص أبو بكر القربي؛ إلا أن الرد المنتظر لم نسمع عنه حتى الآن، وحتى لا تصيبنا خيبة الأمل فمن حقنا أن نصرخ طالبين عدم تصديقه وإن ألقى الأيمان وتوسل بكل شيء، لماذا ؟ .. لأن الرجل معروف بدهائه ومكره، وحتى لا نتناسى الأيام القريبة الماضية التي  قبل حينها التنازل عن الحكم في العام 2011م، بعد اندلاع الثورة الشبابية السلمية ضد ظلمه وجبروته وفساده، حينها في مقابل الخروج الآمن له ولأسرته وعدم ملاحقته هو وأفراد أسرته، وهو الأسلوب نفسه الذي يستخدمه الآن للنجاة من عملية "عاصفة الحزم" التي عصفت بآماله في استرداد سيطرته على اليمن مجدداً، مستخدماً  المتمردين الحوثيين الذين يدعمهم بشكل أساسي كرتاً وها هو الكرت قد أصبح في نظره محروقاً لا ينفع وها نحن نراه  يستغني عنه ويتخلى بكل سهولة في سبيل النجاة بنفسه وماله الذي نهبه طيلة فترة حكمه المظلمة. مما سبق يتضح لنا أن السيناريو السابق قد بدأت اسطوانته المكرورة بالدوران من جديد، ومن الغباء أن نعيد ما احتوته مرة ثانية وألا نستوعب الدرس، وهذا ينبغي ألا يمنعنا من الاعتراف أننا سنصير حميراً إن لدغنا من الجحر مرتين، وألا تستدعي تلكم الأحداث في أنفسنا الرغبة بالتخلص من مسببها حتى نريح أنفسنا من عناء ما ألمّ بنا، فهنا سنصاب في مقتل آخر ولو بعد حين. يجب أن نعلم أنه لم يعد مقبولاً بأي معيار من المعايير أن نترك خصمنا اللئيم السفاح اليوم دون محاكمة، فدماء شبابنا ورجالنا ونسائنا وأطفالنا وجميع شهدائنا التي سالت من قبل وتسيل اليوم ينبغي ألا تذهب هدراً، ولعله من نكد الزمن أننا أصبحنا نسمع من يدافع عنه أو يطلب له الخلاص، فمن فعل ذلك لا يعدو إلا أن يكون مثله سفاحاً شريراً، والشعب لا يمكن بأية حال أن يعفو عمن سفك دمه ودمر كل شيء جميل في وطنه. إننا مطالبون اليوم أن نصحو من عميق كرانا، إذ ليس من المعقول بالمرة أن تفلت الطريدة مجدداً، فلن يهدأ لنا بال أن تطمئن لنا نفس حتى نرى المجرم معلقاً على حبل المشنقة، ليس قسوة أو غلظة بل هو الحق والعدل وهو ما يتفق مع الشرع والعقل والمنطق والقانون.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص