أشارت الأخبار حسبما أفاد أحد التجار ورجال الأعمال المعروفين أن الدقيق والقمح والسكر ربما يشهد انعداماً أو شبه غياب في الأسواق، وأرجع السبب في ذلك أن تلك المواد في المحافظة يتم استيرادها من عدن، ونظراً لسوء الأوضاع الأمنية وغياب المحروقات فقد تعذّر وصولها إلى المحافظة ما سيتسبب في ظهور شحة فيها. وفي ظل الظروف الراهنة التي نمر بها قد يستغل الكثير من التجار من ضعفاء النفوس هذه الفرصة فيعملوا على إخفاء مثل هذه المواد للمغالاة فيها ورفع أسعارها لينطبق عليهم قول المنفلوطي " ما أظلم الأقوياء من بني الإنسان، وما أقسى قلوبهم، ينام أحدهم ملء جفنيه على فراشه الوثير، ولا يقلقه في مضجعه أنه يسمع أنين جاره"، نقول : فكيف بمن يسمع شكوى وأنين شعب كامل ولا تهتز له شعرة أو يطرف له جفن من الرحمة والمواساة. والعجيب أننا ربما ناشدنا التجار بالرأفة والرحمة بينما الناس أنفسهم لا يتراحمون فيما بين بعضهم البعض، وعلى ذكر ذلك نستشهد بالقصة التي ذكرها صاحب النظرات والعبرات كأنه يعبر فيها عمّا نعانيه اليوم من فرقة وتشرذم إذ يقول" مررت ليلة أمس برجل بائس فرأيته واضعاً يده على بطنه كأنما يشكو ألماً، فرثيت لحاله وسألته: ما باله ؟، فشكا إليّ الجوع، ففثأته ـ أي صرفته ـ عنه ببعض ما قدرتُ عليه، ثم تركته وذهبتُ إلى زيارة صديق لي من أرباب الثراء والنعمة، فأدهشني أني رأيته واضعاً يده على بطنه، وأنه يشكو من الألم ما يشكو ذلك البائس الفقير، فسألته عما به فشكا إليّ البطنة، فقلت : يا للعجب !!، لو أعطى ذلك الغني ذلك الفقير ما فَضُل عن حاجته من الطعام ما شكا واحدٌ منهما سقماً ولا ألماً". فانظر كيف التناقض بين الاثنين، وكيف وصل بنا التجاهل وانعدمت روح التآلف والمواساة. هنا يأتي دور التاجر حتى لا يزيد الأمور بلة، فيكفي مرّ الشكوى التي يعانيها الموظف الذي توقف راتبه، والعامل العادي الذي انقطع عمله، والعاطل الذي يقاسي في الوضع العادي فكيف وهو على حالته البائسة اليوم، لا تكلفوا الناس أن يدفعوا نقداً واستمروا في إعطائهم ما يطلبون ولو بالدين أو البيع المؤجل، ولا تغلوا الأسعار وترفعوها فوق اللازم، اتقوا الله عز وجل واستغلوا هذه الظروف لاستمطار رحمته واستنزال رضاه عنكم فهي فرصة عظيمة من الخيبة أن تفوتوها. وكما استشهدنا في البدء بالنظرات نختم بها، وفي خضمّ بحث المنفلوطي عن الفضيلة منذ أكثر من مائة عام ما أحوجنا اليوم أن نبحث عنها ، فنراه يقول: " فتشتُ عن الفضيلة في حوانيت التجار فرأيت التاجر لصاً في أثواب بائع، وجدته يبيعني بدينارين ما ثمنه دينار واحد، فعلمتُ أنه سارق للدينار الثاني، ولو وُكل إليّ أمر القضاء ما هان عليّ أن أعاقب لصوص الدراهم وأغفل لصوص الدنانير، ما دام كل منهما يسلبني مالي ويتغفلني عنه. أنا لا أنكر على التاجر ربحه، ولكني أنكر عليه أن يتناول منه أكثر من الجزاء الذي يستحقه على ما بذل من جهد في جلب السلعة وما أنفق من راحته في سبيل صونها وإحرازها، وكل ما أعرف من الفرق بين حلال المال وحرامه : أن الأول بدل الجد والعمل والثاني بدل الغش والكذب"، لو قدر للكاتب الأديب أن يعيش في زمننا هذا؛ زمن الجشع والطمع، ماذا تراه سيقول ؟!. وشكر الأخ المحافظ باحميد كافة أوجه الدعم التي تقدمها المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً في كافة الأطر وعلى كافة الأصعدة ومنها المكرمة الملكية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لإغاثة أهل اليمن والوقوف معهم لتجاوز هذه الأزمة، مشيداً بالجهود الكبيرة التي بذلها فريق العمل ابتداءاً من معالي وزير النقل م. بدر محمد باسلمه ووكيل محافظ حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء اللواء سالم سعيد المنهالي وكذا مدير منفذ الوديعة الشيخ مطلق بن ملهي الصيعري في سبيل إنجاح تموين المنفذ واستمرار عمله خدمة للمواطنين.
إضافة تعليق