وان استغفروا ربكم

تعلمون الحال المزري الذي وصلنا إليه ، والمشكلات العالقة التي تتعقد كل يوم ، أصبحنا على وضع يضيق به الجميع ويتألم منه الجميع .

نتعرض لابتلاءات وأخطار تمس عمق إيماننا ، وأخلاقنا وقيمنا إذكاء الفرقة والاختلاف ، وبث أسباب الاختلافات، فانقسمنا ودبّ إلينا داء الأمم من قبلنا ، الحسد والبغضاء ، فحلقت الأمة دينها ، وتفرقت شعوبها ، وهانت على أعدائها.

نعيش حالة من القلق والترقب وحبس الأنفاس والاضطراب ولسان الحال أبلغ من كل مقال .

وأصبحنا في صورة قاتمة معقدة ﴿لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ﴾ حالة فقدت معها كل القيم وكل المبادئ وكل الأخلاق وأصبحنا عاجزين مشلولين عن الحل لكثير من مشكلاتنا ﴿وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا﴾.

وإني وجدت أن الذنوب تفت في عضدنا ، وترهق حياتنا وربما كانت هي السبب في هذه الحالة التي وصلنا إليها وهي نفس الحالة التي قصها الله علينا في القرآن والسبب في عقوبات الأمم السابقة قال الله تعالى ﴿فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾.

إن الأمة تعيش مرحلة العقوبة والمشكلة أنها تجهل أنها تعيش هذه المرحلة.

وما من حل سوى أن نتوجه بجميع قلوبنا وأرواحنا وأنفسنا لله رب العالمين .

ما من عبادة نحتاجها اليوم مثل الاستغفار فهي عبادة الوقت الواجبة وعلينا جميعا أن نلهج بالاستغفار وأن نكثر منه .

  بقلم الدكتور : ربيع بن عويد

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص