كلما أردت الكتابة عنكِ ، توقفت حركة يدي فلم أستطيع الكتابة ، وبدون سابقة إنذار انهالت دموعي على الورقة فأغرقتها فلم أستطيع حتى كتابة اسمكِ عليها ، وهكذا تتكرر الحكاية في كل مرة أردت الكتابة فيها عنكِ .
ولكن حتى لا يغيب الوفاء ، أصر قلمي إلا أن يكتب ما يعبر قلبي له ، كيف لا وأنتِ المدينة التي قضيت فيكِ أربع سنوات من عمري فلم أرى من أهلك ألا كل وفاء واحترم .
سئل قلمي قلبي من أين أبدأ ، فقال له من إشراقه شمس ساحلها الجميل ، من ذلك المنظر البديع في كل صباح ، ومع الاستمتاع بذلك المشهد تسمع أصوات ذلك الطائر الوفي للمدينة الذي ضرب أروع مثل في الوفاء ، كيف لا وهو الذي يدق ناقوس الخطر في كل صباح وينادي ( غا غا غا ) أتدرون أيها الأوفياء ماذا كان يريد أن يقول ؟؟؟
كان ينادي ويقول أحذروا الغرباء احذروا الغرباء !!
الذين يحفروا الغيران و الأنفاق تحت مدينتكم؟
حقا انه درس في الوفاء من ذلك الغراب الذي سكن عش أشجارها تلك المدينة !
ما بال وأولئك الذين احتضنتهم وعيشتهم وعلمتهم ، و نهبوا ثرواتها واستمتعوا بكل جميل فيها ، من أصغرهم إلى أكبرهم ، من جاهلهم إلى متعلمهم ، إلا من رحم ربي وهم قلة للأسف !!!
ما أجمل وفاء أهلك ، عندما كانوا يعاملون هؤلاء بالوفاء ، وهم يتربصون بهم يوما بعد يوم .
حتى جاء وقت الامتحان ، قاموا بالانتقام للوفاء تلك المدينة وأهلها
لم يبقوا فيها شي جميل إلا أحرقوه
أرعبوا أهلها وشردوهم ، قتلوا أطفالها ونسائها وحتى شيوخها ، أرادوا تحويل أسمها من مدينة سلام إلى مدينة استسلام ؟، لا والله لن تستطيعوا لأن شبابها لن يدعكم تعبثون بتربها ، شباب..................
وقف قلمي فجأة ، وعجز قلبي عن التعبير لهؤلاء الأسود الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل عدم الخضوع أو الخنوع لي أولئك الأقزام .
لا تحزني ، لا تيأسي ، لا تبكي ، بل زغردي ، فالنصر أراه قريب بإذن الله يلوح في الأفق ، مادام فيك شباب صدقوا ما عاهدوك عليه و هو ( الوفاء ) يا مدينة الوفاء أنتي يا عدن!!
بقلم : محمد عرفان بايعشوت