عندما يغيب الوفاء !

كلما أردت الكتابة عنكِ ، توقفت حركة يدي فلم أستطيع الكتابة ، وبدون سابقة إنذار انهالت دموعي على الورقة فأغرقتها فلم أستطيع حتى كتابة اسمكِ عليها ، وهكذا تتكرر الحكاية في كل مرة أردت الكتابة فيها عنكِ .

ولكن حتى لا يغيب الوفاء ، أصر قلمي إلا أن يكتب ما يعبر قلبي له ، كيف لا وأنتِ المدينة التي قضيت فيكِ أربع سنوات من عمري فلم أرى من أهلك ألا كل وفاء واحترم .

سئل قلمي قلبي من أين أبدأ ، فقال له من إشراقه شمس ساحلها الجميل ، من ذلك المنظر البديع في كل صباح ، ومع الاستمتاع بذلك المشهد تسمع أصوات ذلك الطائر الوفي للمدينة الذي ضرب أروع مثل في الوفاء ، كيف لا وهو الذي يدق ناقوس الخطر في كل صباح وينادي ( غا غا غا ) أتدرون أيها الأوفياء ماذا كان يريد أن يقول ؟؟؟

كان ينادي ويقول أحذروا الغرباء احذروا الغرباء !!

الذين يحفروا الغيران و الأنفاق تحت مدينتكم؟

حقا انه درس في الوفاء من ذلك الغراب الذي سكن عش أشجارها تلك المدينة !

ما بال وأولئك الذين احتضنتهم وعيشتهم وعلمتهم ، و نهبوا ثرواتها واستمتعوا بكل جميل فيها ، من أصغرهم إلى أكبرهم ، من جاهلهم إلى متعلمهم ، إلا من رحم ربي وهم قلة للأسف !!!

ما أجمل وفاء أهلك ، عندما كانوا يعاملون هؤلاء بالوفاء ، وهم يتربصون بهم يوما بعد يوم .

حتى جاء وقت الامتحان ، قاموا بالانتقام للوفاء تلك المدينة وأهلها

لم يبقوا فيها شي جميل إلا أحرقوه

أرعبوا أهلها وشردوهم ، قتلوا أطفالها ونسائها وحتى شيوخها ، أرادوا تحويل أسمها من مدينة سلام إلى مدينة استسلام ؟، لا والله لن تستطيعوا لأن شبابها لن يدعكم تعبثون بتربها ، شباب..................

وقف قلمي فجأة ، وعجز قلبي عن التعبير لهؤلاء الأسود الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل عدم الخضوع أو الخنوع لي أولئك الأقزام .

لا تحزني ، لا تيأسي ، لا تبكي ، بل زغردي ، فالنصر أراه قريب بإذن الله يلوح في الأفق ، مادام فيك شباب صدقوا ما عاهدوك عليه و هو ( الوفاء ) يا مدينة الوفاء أنتي يا عدن!!

 بقلم : محمد عرفان بايعشوت

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص