إعادة الأمل حديث في التنمية ( 2-2 )

تحدثنا في الجزء الأول من إعادة الأمل حديث في التنمية عن المشاريع التنموية التي يتحدث عنها صالح حين اغتصب السلطة وأصبح حاكم مطلق بفعل انقلابه على معاهدات واتفاقيات الوحدة وإقصاء الجنوب من الشراكة فقد بينت الحقائق إن جميع المشاريع التنموية هي نقاط عسكرية فالتنمية ليس لها وجود إلا في صحف صالح .

اليوم الوضع في الجمهورية تغير تم طي صفحة علي صالح  ونظامه  الفاسد , عاصفة الحزم وامتدادها الاستراتيجي إعادة  الأمل  أوجدت واقع سياسي جديد من ثماره صنعت خطوط للتنمية البشرية والمستدامة . التنمية التي ستحدث في المستقبل المنظور هي من اجل الإنسان لكي يعيش حياة الإنسانية كتلك التي يعيشها الإنسان في بلدان دول الخليج العربي . .

من المعروف إن التنمية ترتكز على الاهتمام بالموارد البشرية والاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية وتحويلها إلى مرتكزات  اقتصادية والسيطرة على الموارد المالية بحيث تنفق  وفق بنود الميزانية المقرة . والمدخل الحقيقي لذلك وجود إدارة تمتلك قدرة عالية من النزاهة والكفاءة  . بالنظر هذه المقومات التنموية هي متوفرة في الجمهورية اليمنية عدا مكون النزاهة والكفاءة لان علي صالح شجع الفساد وقرب الفاسدين إلى إدارته  وهذه المعضلة التي سيتم التخلص منها بفعل عاصفة الحزم وإعادة الأمل . المعضلة الأخرى كيفية إدارة التنمية المحلية بعد المتغيرات التي تحدث على الأرض .

إعادة الأمل ستوجد الأرضية الصلبة التي تنطلق منها التنمية  لأنها  ستجتث افسد نظام  عرفته البشرية والشاهد على ذلك  ان رئيس وزراء حكومة صالح في جلسة قات تحدث قائلا  إن الذي  لم يكون له ثروة في زمن علي عبد الله صالح لن يكونها بعد ذلك .  نظام صالح عطّل التنمية وألصق سيل من التهم الباطلة  بدول الخليج العربية , كان جل حديثه إن الخليج لم يقدم ما فيه الكفاية للتنمية رغم ان المملكة العربية السعودية خاصة ودول الخليج بشكل عام  قدموا  خلال السنوات الماضية مليارات الدولارات ولكن غول الفساد والعقلية العسكرية الاستبدادية هي التي حجبت كل المساعدات  من الوصول إلى حقول التنمية .

إعادة الأمل هي طريق للمساعدات والمشاريع التنموية .  يتوقع ان يكون هناك مشروع  خليجي بقيادة المملكة العربية السعودية لإعادة البناء  وقد ظهرت بوادره في تصريحات سمو الأمير سعود الفيصل وحديث احد رجال الأعمال السعوديين من أصول حضرمية على شاشة إحدى الفضائيات. يتوقع أن يكون المشروع نسخة من مشروع مارشال في أوربا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية .

التنمية قادمة .سيحدث تغير كبير في نوعية حياة السكان سيتحسن مستوى معيشة الفرد . ولكن المشكلة في البيئة السياسية الحاضنة للتنمية . علينا أن نعترف ان الوضع السياسي الحالي  لا يصلح للتنمية بل هو غير قابل للعيش  والاستدامة .  وهذا يتطلب البحث في المشكلات التي تعيق التنمية بل هي السبب في ما حصل وربما يحصل مستقبلا. هنا يتطلب فتح ملفات هامة وخاصة ملف القضية الجنوبية .

يقول  الكاتب والباحث البريطاني باتريك جرجير في كتابه اللقمة القاتلة  ان بداية سقوط نظام علي عبد الله صالح يعود يوم 22 مايو 1990م لان ما حصل في هذا اليوم هو وحدة نظام الدولة في الجنوب ولا نظام حكم قبلي في الشمال ويضيف قائلا وان بداية  الانهيار لنظام صالح عام 1994م عندما نقل نظامه  القبلي للجنوب . .

إن مفتاح التنمية وشرطها الرئيس  وجود دولة  وتطبيق القانون على الجميع ومن خلال قراءة سير الإحداث  نقولها صراحة إن الإخوة في الشمال غير مستعدين لبناء دولة مدنية يتساوى فيها الجميع كما إن الجنوبيين لا يثقون في النخب السياسية الشمالية تجاه الجنوب وخاصة بعد إعلان صالح والحوثي الحرب على الجنوب تحت عنوان محاربة القاعدة والدواعش . صمتت  كل مكونات الشمال.

اليوم دول الخليج العربي قدمت الغالي والنفيس للجميع في الجمهورية اليمنية ( الشمال والجنوب )  , أنقذوكم من حرب أهلية  حافظوا على ما تبقى من دولتكم  حموكم من الغرق في المستنقع الفارسي .  فهل تمتلكون  الشجاعة  وخاصة أبناء الشمال والاعتراف وهو رد جميل لدول الخليج بان الوحدة فشلت وبدء حوار  فض الشراكة السياسية بين الشمال والجنوب وإعلان اتحاد اقتصادي بين الدولتين من اجل انطلاق التنمية في الدولتين بضمانه خليجية . وهي مرحلة تأهيل للدخول في مجلس التعاون الخليجي . إنها فرصة سانحة ينبغي التقاطها لا تكونوا مثل كولمبوس الذي وصل أمريكا ولم يكن على دراية بأنها ارض جديدة   وسجلت باسم الذي جاء بعده امريجو  فسبوتشي . كونوا أوفياء لدول الخليج العربي الوفية معكم

بقلم الدكتور : رزق سعد الله الجابري

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص