ابن العلقمي العفاشي

 
انتصارات وشموخ ترفرف راياتها في تعز، بشائر عزة تحلق أعلامها في الضالع، صيحات انتصار تنتشي بيادرها في الحديدة، تكبيرات مجلجلة في شبوة، أخبار ظفر في مأرب وعدن وأبين، أنباء خير في الجوف وذمار وإب وصنعاء.
 
ابن العلقمي العفاشي .. لم يسعد بما يتحقق من انتصارات باهرة على يد المقاومة الباسلة، ولم تهدأ روحه الخبيث بما يرد من بشائر وانتصار، ولم ترتح نفسه حينما يقرع سمعها انقضاض الأسود على خفافيش الظلم والطغيان.
 
ابن العلقمي العفاشي .. لم يكن يوماً يعبأ لمصير هذا الشعب البائس المسكين، ولم يكن في وقت من الأوقات يأبه إلا لمصالحه الشخصة، وحاجاته الذاتية، وفوائده ومنافعه .. ودناءاته وعربدته وفساده ، وأرصدته وقصوره وشركاته واستثماراته، ثم ليذهب الجميع بعد ذلك إلى الجحيم، شعاره دوما " أنا ومن بعدي الطوفان " .
 
ابن العلقمي العفاشي .. باع نفسه للشيطان، وارتهن لظلمة العبودية و الكهوف، وأحاط ذاته بليل الأحقاد والكره لشعب مظلوم، وسعى بكل ما يحمل من ضغينة انطوت في نفسه المعلولة ألا يرى هؤلاء النور، أو ينعموا بأمن ولا أمان، أو يستروحوا عبق  الحرية التي طالما تاقوا لاستنشاق عبيرها.
 
ابن العلقمي العفاشي .. تستهويه مناظر القبور، ويعشق رائحة البارود لا البخور، يسعد كلما رأى الهدم في البيوت والمسجد والمآذن والدور، يزرع الجثث على الشوارع بدلاً عن الأشجار، يُطيّر الصواريخ والقذائف والقنابل بدلاً عن بالونات السعادة بالعيد، يرمي الناس بالرصاص بدلاً عن الورود، يُسيل دمعة الطفولة بدل أن يمسح عبرة اليتيم، ينادي بأعلى صوته كالفحيح : " دمروا كل شيء جميل " .
 
ابن العلقمي العفاشي .. يخون الأرض والعرض، يدلّ على الثغور ومكامن الخطر، يحمي العدى في قعر داره، يخزن سلاحهم في غرفته، يؤوي مجرمهم في مخبئه، يهديهم شرفه عزته ومروءته الضائعة ليصنعوا منها خسة وثكنة يحيلوا بها نصرنا إلى هزائم من وراء جُدُر .
 
ابن العلقمي العفاشي .. ينشر الشائعات، ويطبخ المفتريات، ويـُذكي الفتن على نار هادئه، وينفخ على سعير الكذب، ويتنفس الإفك كما يتنفس الهواء، يبثّ الهموم في القلوب، ويذيع الأحزان في النفوس، لا هم له إلا خلخلة الصفوف، وضعضعة الهمم، ومشاهد الاختلاف والفرقة  والتنازع.
 
ابن العلقمي العفاشي .. يعلن في الملأ حبه للوطن، وعشقه لترابه، صذيق العلانية، عدو السريرة، يهفو للخطب الرنانة في المنصات والمنابر، ويطير إلى تصدر الصفوف، والوقوف أمام الكاميرات والميكروفونات، لكنه إذا ادلهمت الخطوب، واسود ليل المصائب، فضل أن يكون ذلك المؤمن التقي الخفي !!.
 
ابن العلقمي العفاشي .. مشعل الحروب، صانع المآسي، موزع الآهات، ميتم الأطفال ومرمل النساء، مثكل الأمهات، قاتل الشباب، مضيع الآمال، هادم الأوطان، صديق الأحزان.
 
ابن العلقمي العفاشي .. لن تبرأ اليمن إلا برحيله، ولن تشرق شمس المستقبل إلا بغروبه، ولن تعود بسمة الصغار إلا بعد أن يستحيل حطاماً تذروه الرياح، ولن تهدأ الأحوال إلا بفنائه، ولن تصلح الآمال إلا بزواله، ولن تتحقق الأماني إلا بعد أن يذوق المنية، 
 
ولن يحل السلام وتتلاشى الحروب إلا بعد أن يُقصم ظهره، ولن تتوهج جذوة الوطن إلا بعد أن يتحقق فيه قول الله عز وجل -  وسيتحقق قريباً بإذن الله - : " ألم نهلك الأولين * ثم نتبعهم الآخرين * كذلك نفعل بالمجرمين " صدق الله العظيم.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص