سيئون .. عاصمة انقاذ اليمن

تتناقل وتتنافس وتتسابق أكثر مواقع التواصل الاجتماعي خبر مفاده أن القيادات السياسية وبعد مشاوراتها ومداولاتها مع العرّافين من الساسة ببواطن الأمور الأمنية قبل الأمور الأخرى وقعت أزلامهم بان تكون مدينة سيئون بوادي حضرموت عاصمة الجمهورية اليمنية المؤقتة ومنها تنطلق الدولة والحكومة في تسيير أعمالها في إعادة الأمل وإنقاذ اليمن وتنفيذ قرارات مؤتمر الرياض هذا ما دأبت على ترويجه قنوات ومواقع التواصل في الوقت الذي أكد فيه محافظ حضرموت ان عدم وجوده في سيئون لدواعي أمنية واعتقد ان العرافين ممن يضربون بأزلامهم السياسية في اختيار الأماكن الأكثر أمنا وأمان قد اخطئوا الاختيار فبدلا ان تشرّق ازلامهم غرّبت فلوا أعادوا ضربها أربعين مرة ، لوقع الاختيار على قرية من قرى وادي حضرموت الأكثر أمنا وأمانا وحركة للمسؤولين ايابا وذهابا في ظل انعدام المشتقات النفطية وهي قرية الخون التى منها يدير أعماله وكيل محافظة حضرموت لمديريات وادي حضرموت والصحراء بكل سهولة وسلاسة هو أيضا يبرر ادارة شؤن الوادي منها لدواعي أمنية .

 

الا ان شاهد الحال يؤكد ان مدينة سيئون خاصة وكل مدن وقرى وادي حضرموت تشهد استقرارا امنيا ويقظة أمنية حتى اللحظة مقارنة بالأحداث النارية الجارية في الوطن ، وهذا مرجعه الى رؤية قيادة المنطقة الأولى وأفرادها من القوات المسلحة والأمن للأمور ودور اللجنة الأمنية بالوادي في اتخاذ كافة السبل لإدارة الأزمة ( امنيا ) ، ومحاولتها بما استطاعت تجنيب وادي حضرموت مختلف الصراعات السياسية والمواجهات العسكرية ليعيش وينعم مواطنيه وقاطنيه بالأمان والطمأنينة على أرضه وعرضه ونفسه وماله بالرغم لما يتعرض له اللواء / عبدالرحمن الحليلي قائد المنطقة الأولى من شائعات يبثها البعض تهدف الى إيجاد شرخ عميق بين المواطن ومؤسسته العسكرية وتثبيطا لعزيمته وتشكيكا في إجراءاته الأمنية وخلخلة ما تبقى من الثقة بينهما وهم بفعلهم هذا يبحثون عن سم الخياط ليدخلوا منه لتحقيق مآربهم الخاصة والاّ شعبية خاصة ان ابناء وادي حضرموت قد جرب هؤلاء وامثالهم في أزمة سابقة تلك المحاولات أثبتتها النتائج والوقائع على الارض انها لا خير فيها للوطن والمواطن ، غير ان اصرار قائد المنطقة العسكرية الاولى وتمسكه بقرارته في تجنيب مدينة سيؤن خاصة ومختلف مدن الوادي وقراه الصراعات والمماحكات التي لا تجلب غير الدمار وازهاق الارواح واهدار الدم اليمني فيما لا فايدة منه سوى استمرار دورات الدم قد فوت عليهم فرصة نيل الغنائم .

 

وان ما يشاع حاليا ان بين اللواء المنهالي وادارته للأمور المدنية واللواء الحليلي واداراته للأمور العسكرية اختلاف لا خلاف لأمر يدعوا الى السخرية وهو يندرج ايضا تحت بند الإشاعة التفكيكية التحريضية ينوي من أطلقها تقسيم المجتمع في الوادي الى فئات معارضة يتنابزوا بالألقاب ، يتفاخروا بالأنساب ، ويصير مجتمعنا مجتمعا فيه جاهلية يضرب بعضهم أعناق بعض ، غير ان اللوائين بتقاربها وتفاهمها وانسجامهما فوتوا على المرجفين في المدينة فرصا عديدة ، أي نعم هناك توجس وخيفة فرضته الظروف الجارية حاليا التي بموجبها يتصدر الحذر على الشجاعة اذا ان مجمل القرارات الخاصة بأمن وضبطها لا تخرج عن اطار اللجنة الامنية التى يترأسها اللواء / سالم سعيد المنهالي وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء ، وهو ما يؤكد عدم صحة الاشاعة تلك .

ما ارغبُ في قوله :

ان اللواء / سالم المنهالي لا يستطيع ان يدير مفاصل السلطات المدنية التنفيذية مالم يكن مسنودا من القيادة العسكرية في المنطقة الأولى ومن موظفي الحكومة في القطاعات المدنية كل يؤدي واجبه العملي في تقديم الخدمات وحل قضايا الناس ، وان يكون سنده الاقواء المواطن في الوادي في التعامل مع مجريات الامور وفقا والوقائع الموجودة ، وان لا يكون المواطن سند اضعاف وانما سند قوة ، يقومه اذا اخطاء ، ويسنده اذا اوفاء ووفا . وما ذاك الا الخطوة الاولى في بناء الدولة المدنية التي نريدها كلنا .

 

وما اود توضيحه :

ان اللواء / عبد الرحمن الحليلي لا يمكن له بما عنده من قوة عسكرية ان يحافظ على الأمن واستتبابه ، ويأمن الناس على أنفسهم في وطنهم مالم يكن مسنودا ايضا من السلطة المحلية التنفيذية وكذا المواطن نفسه فهو اداة خير ومنفعة ووفاء لأهله ووطنه ، وان يبتعد عن مصادر الشائعات الهادفة زعزعة الثقة في المؤسسة العسكرية بقيادتها وافرادها ، والسلطة المحلية بقيادتها المدنية فهم في النهاية بشر يؤثروا ويتأثروا ، فلا نسمح للشائعات ان تصنع من بعضنا اداة هدم ، وان كان لا سمح الله لدى المواطن شك في امرهم فليدفع بالتي هي احسن ، والاحسن هنا ان يطالب وبقوة وبصوت مسموع ان يكون لحضرموت الوادي جيشا وطنيا مدربا من أبنائه ومن مختلف فئات المجتمع ، تحت إشراف الحكومة الشرعية خاصة اذا عرفنا ان ما يقارب من مئة وعشرين ضابطا ( 120 ضابطا ) من أبناء الوادي يمتلكون التكتيك العسكري وعندهم قدرة القيام بالتدريبات العسكرية لهذا الجيش النواة ,,, كل هذا وجب العمل به اذا ما أردنا لمدينة سيئون ان يكون لها شرف انقاذ اليمن .

وقد قالها المحضار يوما :

حبي لها *** رغم الظروف القاسية رغم المحن

حبي لها *** امي سقتنا اياه في وسط اللبن

بقلم : سليمان مطران

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص