مسئولونا الحضارمة .. عندما غاب الأخيار .. استأسد الأشرار

لم أكن لأصدق يوماً أن يكون أقرب الناس إليك هم المغرقون في ظلمك، الضالعون في إيذائك حتى النخاع، يستمتعون بسادية مقيتة في إيقاع الأذى بك، وهذا ما عليه مسئولينا الحضارم إلا من رحم الله.

 

وأمر آخر أشد حرقة؛ أن تجدنا نحن أحفاد من نشروا الإسلام يفعلون اليوم ما يناقض أخلاق أسلافهم، فانداح من أصلابنا مسئولون قساة يتغطرسون ويتعجرفون على من هم دونهم كأنهم أهل الفضل وغيرهم رعاع كالذباب أو البعوض لا يستحق سوى أن تنظر إليه باحتقار واشمئزاز.

 

زُرْ إن استطعت المستشفيات والمستوصفات لترى أخلاق أطبائنا وممرضينا وكيف يتعاملون مع الضعفاء والمرضى، وعرّج على مكاتب الوزارات لترى أسراب العصابات الخفية لتندهش من تجاهلهم المقيت للمراجعين البؤساء، ثم ألقِ نظرة على خدماتنا ليستبين لك أن الشماليين الذي نحملهم كل جريرة وظلم هم ليسوا سوى غطاء لأبنائنا ومسئولينا ذاتهم الذين يمعنون في تعذيبنا ربما بأنكى مما نظن أن يفعله الشماليون أنفسهم.

 

وبالنظر لوضعنا المزري كان لزاماً علينا أن نعترف بأدوائنا، وفي ظل قصور الدولة عن الإيفاء بمتطلبات الراهن وجب عليكم أيها المسئولون الأكارم أن تكونوا شرفاء طيبين، وأن تخدموا أهلكم قدر المستطاع، فالكراسي دوارة والأيام دول، ولكم تكون الخسارة فادحة لأحدكم حينما يُزاح يوما عن كرسيه ليجد نفسه إزاء الناس وهم يكنون له البغضاء.

 

ويستطيع المرء أن يقول في الختام أن المسئولين إذا تعاونوا فيما بينهم البين وتآلفوا مع الناس وسادت بينهم الشفافية والصراحة، عندها يمكن لحضرموت أن تنعم بالراحة والسلام والوداعة، وحينها فقط يحسن بنا أن نقول : نحن أحفاد الحضارمة الأوائل .. فاسمع أيها العالم .. وأنصتي أيتها الدنيا.

بقلم : أحمد عمر باحمادي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص