تشابالا .. لا تكن وبالا

           تشابالا .. هذا الإعصار المداري القادم  الذي تزداد قوته تارة وتنخفض أخرى والمهدد سواحل  حضرموت ، والمهددة عواصفه الرعدية  الممطرة واديها ، تبلغ قوته مرات ثلاث مما شاهدناه وعايشناه عام 2008  م حسب بعض التوقعات .

ومما يدعو لشديد الأسف وبعد ما يقارب من السنوات السبع لا زالت بعض الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسكَنية لتلك الكارثة شاهدت عيان .

وقت حدوث كارثة 2008 م شاهد وتابع الجميع استنهاض مجتمعنا الحضرمي الفطري في التحرك والإنقاذ والتكافل والتآزر بكل أطيافه ذابت الطبقات والفئات لتحقيق السلامة للجميع ، ثم طاف عليهم طائفٌ حكومي وأجهضت لجانه كل مبادرة وعمل وتكافل مجتمعي صادق وتحركت اللجان الرسمية المُعينة أكثرها من مركز البلاء صنعاء بمساعدة نفرٍ من ضعاف النفوس وخواء الضمائر وعديمي الإنسانية دأبت لإستغلال المعونات الشعبية ومعونات الدول العينية والمالية استغلالا في غير هدفها بعد ان ذهب اليسير منها الى أهلنا وإخواننا من المتضررين بعضهم دون مأوى وتعويض .. حسبُنا الله ونعم الوكيل .

قبل السبع سنوات من نوفمبر 2015 م كانت هناك لجان طواري ودورات  تأهيل  ومبالغ تُصرف بالملايين وقرارا لإنشاء وحدة طواري متخصصة لمواجهة  الكوارث ودعم متواصل لبعض الجمعيات الإنسانية ولجان إغاثة وإنقاذ وغرف عمليات وتطوير مُدن وتصدعت رؤوسنا من كثر ما سمعنا من لجان وقرارات بدون تنفيذ حدث هذا وقت ان وقع فاس الكارثة على رأس المواطن غير ان بعض لجان الطواري تلك لعبة دوراً ايجابياً  ولله الفضل من قبل ومن بعد .

ان تشكيل تلك اللجان يعتبر عملها قائما وتكون على أتم الاستعداد والتأهب عند وصولها أية معلومات  غير رسمية وتتحرى عنها  تحسُبا لأي طارئ يطرق بابها ليلا ونهارا ، طالما هدفها خدمة الإنسان وتقليل الخسائر البشرية والعينية وحماية للبنى التحتية .

مدري ليه عندي شعور بان كل تلك الجهود المبذولة قبل سبع سنوات من الاستعداد لمواجهة الكوارث مستقبلا طارت أول ما استتبت الأمور وهدأت النفوس وكل ٌ ( كَلْ  قرصه ودخل خلصه ) وبالعافية الى كوارث قادمة وقرارات تشكيل لجان جديدة  .

واليوم تفصلنا أيام معدودات على وصول إعصار تشابالا .. واستنهض الشبابُ هممهم  وشمروا سواعدهم وكانوا المبادرين في متابعة مسؤولي الأرصاد وسير الإعصار والمبادرين في توجيه المواطن ومده بالمعلومات والنصائح والتوقعات والتطمينات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بينما جهات الاختصاص الرسمية لم نسمع لها همسا ، انهم الشباب ايها المسؤولون  ، ازرعوهم  بذرة في تربة صالحة يخضر بها الوطن .

اللّهم إننا ندعوك أن لا يكون تشابالا كبعض مسؤولينا  وبالاً علينا

بقلم : سليمان مطران

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص