حدثني البحر عن إعصار شابيلا

بعد صلاة فجر اليوم زرت بحر المكلا بمنطقة المحضار بخلف وتطمنا عليه كان هاديا ووديعا وأموره طيبة  بشكل عام، فقط وأثنى الليل يبدو أنه قد مد يده أكثر من المعتاد نحو الكورنيش حتى وصلت قريب منارة المحضار وترك آثاراً  هناك واضحة للعيان ، بقايا مياه أشبه بالبركة الصغيرة.. ماسوا ذلك لاشيئ... كنت أحاول أن أترجم بعض الأصوات والزمجرات التي كان يطلقها فلم افهم شئ غير أنني شعرت بأنه يريد أن يخبرني بأن أكثر مايقال عنه مجرد شائعات... غير انني شعرت بانه كان يريد ان يحادثني وكأن لديه سراً لم يجد من يفشيه له ،  إذا كنت فهمت شئ من كلامة فإنه كان يريد أن يقول لي يا صديقي ثمة أمور فضيعة تحدث بداخلي وعلى عاتقي وهي تخدث غصبا عني أكاد لا اتحملها..  حاولت أن استقصي الأمر أكثر فشعرت بأنه خجول من أن يقولها مباشرة بل وغاضب من ان يفتح موضوعها.  تقدمت زخة ماء من طرف الموجة فأصابتني بوجهي فحاولت ان امسحها  بطرف ثوبي، فقالت على رسلك لا تمسحني انا رسولة البحر اليك، ارجوك  مررني على اذنيك ، اصابني الخوف والرعشة ماذا عسى البحر ان يرسل لي من رسالة ، قالت لي:  انه يريد أن يحكي لك سر من الاسرار،  وخبر من الاخبار ، فيقول لك : هناك خلفي قصص واهوال ، هناك على ظهري سفن واموال ، هناك في اعماقي حكايات اغرب من الخيال.  فوق سطحي وعلى ظهري تجار مخدرات ،  يمخرونني صباح مساء،  هناك تجار سلاح يجلبون للناس فوقي الموت والفناء ، هناك بارجات ، ونساء متبرجات ، وتهريب محروقات ، وصناعة مؤامرات . هناك معاصي وبلاوي، وجرائم وعظائم. لقد ارهق ذلك عاتقي، واثقل كاهلي ، واقلق راحتي ، واقض مضجعي،  فشكوت ذلك  كله إلى الملك الجبار،  وقلت له انك ترى ما يفعله  في الاشرار ، وما يقوم به الفجار أناء الليل واطراف النهار . فأذن لي ووعدني بالإنتصار ، فقلت له : وماذا عساك ان تفعل ايها البحر العملاق الزخار .. فقال : إن في جوفي لإعصار ، تصاحبه رياح وأمطار . وغيوم واخطار.  مع حبات رمل وغبار ، سأغسل بها عني الهموم والأكدار ، وامحو اثر اولئك الاشرار  ، ولو تطلب الأمر مني  ان امد يدي الى الارض والعمار ، فمنها يخرج كل مفسد وسمسار... فخفت وكدت ان انهار.  وقلت:  ايها البحر الغاضب الفوار.  وما الحل إذن وإلى اين الفرار ، قال:  لا حل الا بالتوبة والاستغفار ، والندم والنكسار ، والقبض على ايدي التجار الفجار. فعسى ربكم ان يرضى عنكم  ويمنعني عن الانفجار . واقرأ ان شئت قوله تعالى في الإخبار ، عن مصير تلك الأمة التي آمنت فكشف الله عنها العذاب  والدمار  (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ)   فودعته وفي قلبي الم وانكسار  .وحسرة وانهيار ،  فقال لي لاتخاف ولاتحزن  اذا لزمت الاستغفار . فان ربك رحيم غفار . جواد ستار . . انتهى كلامي مع البحر ايها الأخوة الأخيار. فلنردد جميعا :   اللهم اغفر لنا واسترنا ياعزيز ياغفار.. بقلم : محمد احمد بالطيف

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص