(الكوفية) : لباس الرأس التي كان أهلنا لا يفرطون فيه، ونساؤنا يقتتن من صنعهن لها . كانت تُصنع في الكوفة في العراق، فنُسب الاسم إليها. وهي نوع خفيف من أغطية الرأس يتم صناعتها يدويا من الكتان أو القماش القطني، وتستعمل لخفتها ولامتصاص العرق .
* تاريخها :
تاريخ (الكوفية) قديم، بل هي رمز لشخصية الإنسان العربية، لبسها العربي في الجاهلية، كما لبسها النبي صلى الله عليه وسلم (القلنسوة)، حتى أنك في عدن قبل الاستقلال في 1967م لا تميز العربي المقلد للزي الفرنجي بسبب موجة الاستعمار وتأثر المغلوب المقهور بالغالب المنتصر وانمحت تقريباً الأزياء الوطنية، واختلط ما هو عربي بما وفد من الهند وأوربا إلا باحتفاظ العدني اليمني العربي بالكوفية مع بدلة السراويل (البنطلون والكرفتا) فتراه فتعرف أنه عربي يمني عدني.. وفي عصر الأيوبيين استحدثت من الجوخ الأصفر وتم لباسها بدون العمائم.
وفى عهد السلطان قلاوون أضيف لبس الشاش عليها، وفي عهد السلطان خليل تغير لونها إلى الأحمر، ثم شاع في دولة المماليك البرجية لباس هذه (الطاقية) بألوان مختلفة منها الأخضر والأحمر والأزرق، وكان ارتفاعها (ثلث ذراع)، أما أعلاها كان مدورا وقد يبدوا أنها تشبه (طاقية العمة) التي يرتديها عامة علماء الأزهر.
وهناك نوع آخر (للطاقية) الصوفية المصبوغة بزهرتها الكثيفة على رأس السلطان محمد علي الذي ظهر في تاريخ مصر سنة 1801م؛ وهو ألباني الأصل.
* ودرجة الكوافي لعبة أطفال حضرمية مشهورة : حيث يصطفون جلوساً في شكل دائرة، ويكون مع قائد اللعبة كوفية وهم يغنون.. يقول القائد : درجة الكوافي.. فتجيبه المجموعة : الله يعينه . ثم يضع الكوفية خلف أحدهم، ويعطي إشارة، فإن عثر على عليها وإلا يضرب، ثم يتولى قيادة اللعبة وهكذا ..
وجه السؤال التالي إلى موقع إسلام ويب على الشبكة العنكوبتية فأجابوا :
س: ما حكم لبس القبعة البيضاء؟ هل هو سنة أم شيء آخر؟ أفيدونا..
ج) لبس القبعة ذات اللون الأبيض مباح، وكذا غيره من الألوان على خلاف في اللون الأحمر، وسواء في ذلك ما كان منها على هيئة القلنسوة (الطاقية) أو غيرها، لأن الأصل الإباحة بشرط أن لا تكون مما اختص الكفار بلبسه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (خالفوا المشركين) [رواه البخاري ومسلم] وروى أبو داود في سننه وأحمد في مسنده عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تشبه بقوم فهو منهم) .
وليعلم أن ما يختص به الكفار يختلف من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان، فينبغي عند إصدار الحكم مراعاة ذلك.
إلا أن لبس الطاقية قد يصل إلى درجة الندب، إذا احتاج إليها المسلم عند دخوله الخلاء، فقد نص كثير من العلماء على ندب تغطية الرأس في هذه الحالة بعمامة أو طاقية أو غيرها.
قال في الشرح الكبير عند ذكر مندوبات دخول الخلاء : وتغطية رأسه ولو بكمه أو طاقية، فالمراد أن لا يكون مكشوفاً وقت قضاء الحاجة. ا.هـ..
وذهب الحنابلة إلى استحباب تغطية الرأس عند الجماع، وكذلك قال المرداوي في الإنصاف : يستحب تغطية الرأس عند الجماع، وكذلك الوقاع وعند الخلاء. ذكره جماعة ا.هـ . والحاصل أن الطاقية مباحة في الجملة، وقد يقترن بها وبغيرها من أغطية الرأس من الأحوال ما يجعلها تصل إلى درجة الاستحباب.
كانت الكوفية بألوان مختلفة، لكن ساد بعد الإسلام اللون الأبيض : (خير لباسكم البياض، وكفنوا فيه موتاكم).
اشتهرت صناعة الكوفية في حواضر حضرموت كصناعة نسائية لا تحتاج سوى إبرة ولفة خيوط مفتولة، فكانت الصناعة الحضرمية للكوفية البيضاء المخشفة والمغلقة و...
ولأننا في حضرموت سهلين فقد كنا نذوب في البيئة التي ننزل بها (ندمج بها) فظهرت عندنا الكوفية الاندونيسية (كوفية جاوه) السوداء، والكوفية الصومالية السواحيلية، وكوفية مكة والمدينة (المبطنة بالقطن) ولبست بعض الأسر الحضرمية الألفية، وقد سألت الأستاذ الباحث في التراث جعفر بن محمد السقاف عن أصلها فأفادني أنها في الأصل لباس أهل مكة، وإنما سميت ألفية لأنها تتكون من قطع زاهية صغيرة ملونة عددها ألف قطعة .
بقلم الاستاذ / محمد يسلم بشير