مع القرآن في شهر الصيام( الحلقة الأولى)

سر سورة البقرة

 

أولاً :مع الاستعاذة :

مع كل قراءة وتلاوة لكتاب الله ينبغي الابتداء بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم،والاستعاذة هنا مهمة جداً ،لماذا؟؟ ان مهمة الشيطان حين تشرع في القراءة ان يصرفك عن التأمل والتدبر والتبصر وبالتالي صرفك عن الاستفادة بل وربما ادخل في نفسك الغرور بقراءتك وانصراف النية إلى مراءاة الناس وبالتالي يخرجك من دائرة الإخلاص فيضيع عليك الأجر الجزيل المترتب على مجرد القراءة الوارد في الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن ابن مسعود وصححه الإمام الألباني ((من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة و الحسنة بعشر أمثالها لا أقول : { ألم } حرف و لكن : ألف حرف و لام حرف و ميم حرف)) ، ولذا جاءت الاستعاذة بالله وتعني الاستعاذة الالتجاء إلى الله الذي خلق الشيطان والقادر على دفع وسواسه عنك . ومهم جداً حضور قلوبنا أثناء الاستعاذة فنعنيها حقاً بحروفها وكلماتها ونحن نسألها الله السميع القريب كما نستشعر قرب الله منا بسمعه واطلاعه .

 

ثانياً : مع البسملة:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)هي الآية الأولى من فاتحة الكتاب المجيد (السبع المثاني ) ومن المهم قراءتها مع استحضار معانيها في القلب عند الشروع في أي قراءة لكتاب الله سوى كانت من أوّل السورة ، أي سورة ، أو وسطها . ان الإنسان المؤمن يقبل على كتاب الله الذي يحتوي من الكنوز الإيمانية ما الله به عليم ، وهو بضعفه أمام هذا البحر الزخار يريد ان يغترف من كنوزه والله هو القوي الوهاب فيتجه إليه باسمه ( الله )الذي يتضمن معاني كل الأسماء الحسنى مستحضراً في قلبه ذلك التضمن أو مستحضراً لبعض الأسماء الحسنى بحسب حاله ، حامداً له على نعمه السابغة ،السابقة مؤمناً بربوبيته للعالمين فهو خالقهم ومالك أمرهم ، ثم يلهج المسلم بـ  (( الرحمن الرحيم )) معترفاً ومقراً بان الله تعالى رحيم ورحمان بالعالمين والقارئ منهم ، وفي ذات الوقت فانه يتجه إلى الله الرحمن الرحيم  يستمد منه رحمته ورحمانيته فإذا رحمه الله في هذا المقام وهو بضعفه منحه القدرة والطاقة للانتهال من هذا المنهل الرباني الفذ الذي لا تنقضي عجائبه  ولا يخلق من كثرة الرد كما ورد في الحديث ، وإذا كانت تلاوة كتاب الله مطلوبة في حد ذاتها ابتغاء الأجر والمثوبة لمجرد التلاوة فان كتاب الله هو لمهمة أرفع وأسمى من مجرد التلاوة وهي ازدياد الإيمان فان قراءة القران تزيد من الإيمان وتفيض على القلب بمعاني يقينية وكلما زاد اليقين والإيمان في النفس كلما زاد العمل الصالح والاستمساك بمنهج الله في السيرة والسلوك اليومي للإنسان وكتاب الله هو ( جامعة اليقين ) : اليقين بكل شي : الخالق وصفاته وأفعاله ، المخلوق وسلوكه في الحياة  ، الدنيا ، الأنبياء ، ، المصير ، الموت ، البعث ، الجزاء ، الجنة ، النار . ولما علم الشيطان بنفاسة القران الكريم بذل ويبذل جهده لكي يصرف المؤمن عن كتاب ربه بالكلية ان استطاع أو صرفه عن تلاوته وتدبره وحفظه وبالتالي تضييع الفوائد التي سيجتنيها ان هو اقبل على كتاب الله يقرأه ويتدبره . وحتى لا يتمكن الشيطان من ذلك شرعت لنا الاستعاذة من الشيطان الرجيم قبل ان نشرع في القراءة ، وينبغي ، ككل دعاء ، ان تكون قلوبنا حاضرة وعقولنا مدركة لما تنطق ألسنتنا


ثالثاً : سر سورة البقرة ..

لقد قرأت صاحب السفر النفيس (في ظلال القرآن) الشهيد سيد قطب يتحدث عن ان لكل سورة من كتاب الله وحده موضوعية،وأول مرة شعرت ذلك وتذوقته حقاً قبل نحو خمس سنوات حين كنت عائداً في باص (حافلة نقل)يقل الموظفين من مدينة سيؤن إلى مدينة القطن(باص بن سلم) حيث فتحت المصحف مع انطلاقة الباص على السورة التي بلغت حدها في التلاوة وكانت سورة التوبة وشرعت في التلاوة وبتركيز وحضور فغصت في بحر السورة الشديد الوقع القوي الجرس فوجدت و بلغت نهايتها بوصولي مدينة القطن ـ حوالي 40 دقيقة ـ فوجدت موضوع السورة من أولها إلى منتهاها :الجهاد ،وكانت ثاني حالة اعش فيها حقيقة الموضوعية في سور القرآن ـالتي تتحول للمؤمن بمثابة الصديق الحميم الذي يخشى ان يحرمه القران من منادمته ـ كانت المرة الثانية للأسف قبل نحو أسبوعين فقط حين استمعت إلى سورة العنكبوت بصوت المقرئ الشيخ الغامدي من على كمبيوتري فاخذ بزمام لبي موضوعها فإذا هو الطاعة ، وفي صباح هذا اليوم الأول من رمضان 1432وبعد صلاة الفجر فتحت المصحف على الفاتحة ثم شرعت أقراء في سورة البقرة بحضور وتركيز فإذا بي أتفاجاء في مطلعها أنها تركز على موضوع واحد فقلت في نفسي هل ممكن تكون سورة البقرة بطولها تدور وتتحدث عن موضوع واحد ؟!!وباستمرار التلاوة مع التركيز على جوهر ما تتحدث عنه الآيات وسياقها حتى وصلت إلى ختامها في السادسة تقريباً حتى تيقنت أنها تتحدث فعلاً عن موضوع واحد من مبتدأها إلى منتهاها ألا وهو موضوع الهداية و كأنها بمثابة شرح للنصف الثاني من فاتحة الكتاب ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ))  علماً أنّ النصف الأول من الفاتحة هو توسل إلى الله بحمده وأسمائه وبعبوديته أن يستجيب لهذا الجزء الذي هو دعاء في حقيقته .

بل وتنتهي سورة البقرة مثل الفاتحة تماماً بالدعاء .

 

تبدأ السورة بصفات من ينتفعون بهدي الله ثم ((أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ)) ،ثم تتحدث عن الذين اعرضوا عن هداية الله بإشارة سريعة للكافرين و موقفهم من دعوتهم للهدى،ثم تتحدث مطولاً عن المنافقين ((أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ))،ثم خطاب عام لكل الناس بدعوتهم إلى الهدى والرشاد مع تذكير لهم بنعم الله عليهم،وتشير إلى موقف الناس من هذه الدعوة ومصيرهم في الآخرة ويجي النص((يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ  )) وبهذه الصفات استحقوا الضلالة أي نقيض الهداية ،والعكس يُفهم من السياق صفات للذين يستحقون الهداية، وتعود الآيات إلى قصة الهداية من أولها منذ خلق آدم وإغراء الشيطان له بالمعصية وتنكب طريق الهداية الإلهية للمرة الأولى،فخروج من الجنة ، ومباشرة ((فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ))، ثم استعراض مطول لحكاية بني إسرائيل مع الهداية ومعالمها التي أمرهم الله بها و تعاملهم مع رسل الهداية السماوية وتذكير الله لهم بنعمه عليهم ،ولم تخلو الآيات المتحدثة عن بقرة بني إسرائيل عن مفردة الهداية((وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ)) والقصة بصفة عامة نموذج مصغر في الزمان و المكان للناس حين ينحرفون عن سبيل الهداية رغم وضوحه وسهولته ولعل من هنا أخذت السورة تسميتها والله اعلم،ثم وفي لفته سريعة تشير الآيات إلى الإيمان بالملائكة وهو ركن من أركان الإيمان الستة وهي أول إشارة صريحة إليه ـ طبعاً السورة تتحدث عن معالم الهداية لنا نحن كأصحاب للرسالة الخاتمة وهي رسالة للعالمين فتتحدث عن أركان الإسلام الخمسة وأركان الإيمان الستة،ولا تنسى التفصيل في الحياة الاجتماعية للناس . تشير السورة إلى الصلاة و مساجدها فحديث صريح عن صفات الله جل جلاله (توحيد الصفات) ((وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ))ثم ((قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)) والهوى نقيض للهداية الإلهية غالباً، وحديث عن نماذج في التزام سبيل الهداية إبراهيم وإسماعيل ويعقوب صلوات الله عليهم وحرصهم على توريث الهداية لا توريث الدنيا فهي إلى زوال أصلاً وينتفع الإنسان بالهداية في حياته وبعد مماته . ثم تنازع على سبيل الهداية ((وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا)) وإشارة إلى الإيمان برسل الهداية الإلهية ((قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ)). ثم حديث عن الصلاة في قبلتها ثم الحج والدعوة الى سبيل الهداية وتكاليف هذا الطريق وثواب أصحابه وعقاب المعرضين عنه من أهل العلم ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى)) وتأتي دعوة للتفكر سبيل لتعميق اليقين بالله تعالى ، وتحذير من إتباع سيد الغواية والضلال داعية الفاحشة الأول الصاد عن سبيل الهداية رغم وضوحه وسهولة إتباعه ((وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ)) ، وتستعرض الآيات جملة من معالم الهداية : الصدقة ،القصاص،الوصية،صيام رمضان،القتال للصادين عن سبيل الهداية،الإنفاق،الزواج،الإيمان، وتسايرنا مفردة وظلال الهداية ((فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ))،و تجي آية الكرسي،أعظم آية في كتاب الله فهي تتحدث عن العظيم جل جلاله ((وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )) آية بازغة في سماء الإيمان بالله وتوحيده وصفاته وهي أهم معالم الهداية الهداية إلى الخالق صاحب الملك والأمر والنهي في كونه الفسيح الهاااااااااااااائل والإيمان به لا يصلح فيه الإلزام والإكراه فالإيمان محله القلب ولا احد يطلع على القلوب إلا هو علام الغيوب ((وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) ولذا فانّ الحديث عن انتشار الإسلام بالسيف إنما هو محض افتراء يرفضه العقل السليم ،ثم وبرقة نفي الإلوهية عن المخلوق الضعيف ثم نموذجين في إثبات قدرة الله على البعث بعد الموت وفي ذات الوقت إشارة عملية إلى الإيمان باليوم الآخر وهو من أركان الإيمان ((وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ)) وكذلك إشارة إلى أهمية تحصيل اليقين بالله من حياة إبراهيم أبو رسل الهداية من بعده ، ويجي تقرير مهم في قضية السورة (الهداية)(( لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)) ثم تعرج الآيات إلى الإخلاص لله وهو لحُمة لكل معالم الهداية فلا تصح ولا يقبلها الله إلا به،ويتأكد الحديث عن الإنفاق في سبيل الله كمعلم مهم من معالم الهداية وفيه ما للناس من فائدة عظيمة والحديث هنا نستخلص منه ويتجلى صدى اسمين من أسماء الله الحسنى الرحمن والرحيم تلمس هذه الرحمة والرحمانية حتى تنهمر عيناك بالدمع وأنت تتلو((فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ)) ولا يسعك إلا ان تردد سبحاااااااااان الله الرحمن الرحيم هو القدير المقتدر ولكنه الرحيم هو القاهر ولكنه الرحمن ،وهذا المخلوق الضعيف يذهب ليتجبر ويظلم مخلوق ضعيف مثله وكل هذا في أطول آية في كتاب الله :آية الدين ،سبحان الله،ونصل إلى ختام السورة و يا له من ختام ما أروعه وأدهشه ،تلخيص أول لأركان الإيمان كأبرز معالم الهداية((آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ)) و لكن الإيمان القلبي واللساني لا يكفي فلابد من عمل بمقتضى ((وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ))إذن سمع وطاعة وعلى قدم وساق ، ومع هذا لابد من استغفار فحق الله على الإنسان عظيم أكبر من أن يوفيه الإنسان حقه ((غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ))، وهنا تتجلى رحمانية الرحمن  (( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ)) والختام بمعلم مهم من معالم الهداية الدعاء وفيه دلالة على صفتي السمع والقرب واسمي الله : السميع و القريب (( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )) ، ولماذا ((فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)) إنهم من يصدون عن سبيل الهداية . والحمد لله في المبتدأ والختام على توفيقه وهدايته .

 

رابعاً :الدعاء بعد التلاوة :

شخصياً أحب ان أتوجه إلى الله عقب التلاوة بهذا الدعاء الوارد نصه في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام احمد :((اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همي )) و جاء في الحديث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها ))..

 

ونلتقي مع سورة آل عمران ...بإذن الله تعالى..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص