انتشرت الأكاذيب و الاشاعات في وسائل الاعلام والصحف والانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي الفيس بوك والتويتر والواتس اب وغيرها، حتى أصبح بعض الناس لايتأكدون من صحة الأخبار بل ربما ينشرونها في الجلسات و شبكات التواصل مما يساعد على انتشار هذه الاكاذيب و التي الهدف منها أحيانا زعزعة الثقة بين أفراد المجتمع، ولذلك كتبت هذه المقالة تحذيراُ من الكذب وخوفاً على من يكذب من عذاب الله عز وجل. إن الكذب من أقبح الصفات والخلال، و أشنع الخصال، والذي يكذب يصبح كالبهيمة التي لا يستفاد من نطقه بل إن البهيمة لا تضر أحداً بنطقها، والكذاب يفسد بنطقه بين الناس. والكذب صفة من صفات المنافقين ومن الخلال البغيضة لله ورسوله، ومن يتعود عليه يكتب عند الله كذاباً كما جاء في سنن الترمذي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا). ونحن هذه الأيام في شهر ابريل والذي اشتهر فيه عند بعض المجتمعات الأوروبية والمتأثرة بهم في أوساط المسلمين وللأسف ما يسمى بكذبة ابريل وهي تقليد أوروبي كما جاء في الموسوعة الحرة ويكبيديا: (ذهبت أغلبية آراء الباحثين إلى أن «كذبة أبريل» تقليد أوروبي قائم على المزاح يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب ويطلق على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم “ضحية كذبة أبريل”. وحكم الكذب في الإسلام لايجوز بأي حال من الأحوال ولو كان مزاحاً، عن بهز بن حكيم رضي الله عنه قال حدثني أبي عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له ). ولم يرخص فيه إلا في ثلاث حالات ذكرت في قوله صلى الله عليه وسلم:( لَا يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا، وَالْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ ، وَالْكَذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ). لا يجتمع الكذب والإيمان في قلب المؤمن أبداً، والدليل الحديث الذي رواه مالك مرسلا في “الموطأ” (2/990) عن صفوان بن سليم أَنَّهُ قَالَ: ” قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا ؟ فَقَالَ: ( نَعَمْ ) ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا؟ فَقَالَ: ( نَعَمْ ) ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا ؟ فَقَالَ: ( لَا ). والسؤال كيف نتعامل مع الأكاذيب و الإشاعات ، هل نفعل كما تفعله بعض وسائل الاعلام من الرد على تلك الأكاذيب والاشاعات بأكاذيب وإشاعات أخرى، بل الرد يكون بالسكوت والبدء في عمل ينفع الناس فتزول الكذبة بدون أن ننجر الى التراشق بالاتهامات و الردود، كما قال الشيخ حسن البنا رحمه الله: ( إن الإشاعة والأكاذيب لايقضى عليها بالرد أو بإشاعة مثلها, ولكن يقضى عليها بعمل ايجابي نافع يستلفت الأنظار ويستنطق الألسنة بالقول فتحل الإشاعة الجديدة وهي حق مكان الإشاعة القديمة وهي باطل). ويعتبر الكذب من الأمراض الاجتماعية الفتاكة التي تعيث في المجتمع فسادا، وتزرع بين أفراد المجتمع و الأسرة و القرية الواحدة الضغينة والكراهية، وتنتشر الاشاعات عن العلماء والصالحين، مما يسبب عدم الثقة بين الناس، وعلى المسلم أن يبتعد عن الكذب ويتأكد من أي خبر يسمعه مصداقاً لقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }.
إضافة تعليق